حذرت وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من خطورة تدافع الآلاف من اللاجئين الى خارج جمهورية افريقيا الوسطى احتماء بدول جوارها ، هربا بحياتهم من عمليات العنف والاشتباكات المسلحة الدائرة هناك ، وجاء التحذير الاممى فى وقت بدأت فيه المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق لما وصفته بجرائم حرب يتم ارتكابها على خلفية تلك الاشتباكات . وصرح الناطق باسم المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للامم المتحدة بأن تسعة الاف فرد يضمون مواطنين من افريقيا الوسطى وأخرون أجانب من تشاد و الكاميرون ونيجيريا ومالى فروا منها الى جمهورية الكاميرون المجاورة ، وبذلك يكون عدد الفارين طلبا للجوء من افريقيا الوسطى الى الكاميرون قد بلغ حوال عشرين الف لاجىء قرروا النجاة بحياتهم من الاشتباكات الدائرة بين ميليشيات جبهة سيليكا ضد جماعة انتى بالاكا فى العاصمة بانجوى ، والتى تتوغل فى مناطق القبائل المعادية لها . وكشفت تقارير الاممالمتحدة كذلك عن أن 43 فى المائة من اللاجئين هم من النساء من بينهم 50 إمراة مرضعة ، و89 معاقا ، وغالبتهم من المسلمين يخشون على حياتهم من تهمة التعاطف مع ميليشيات تنظيم سيليكا المسلم المسلح . من جانبها ، قالت فاتو بنسودا المدعية العامة فى المحكمة الجنائية الدولية إن مكتبها قد شكل خلية أزمة لمتابعة الأوضاع فى إفريقيا الوسطى،وأكدت أن مرحلة اصدار بيانات المناشدة للكف عن القتال قد فات أوانها حيث يواجه المدنيون أوضاعا امنية بالغة الصعوبة منذ اندلاع المواجهات المسلحة فى سبتمبر 2012 ، وأنه تم رصد انتهاكات تمارس ضد المدنيين ترقى الى جرائم حرب منها القتل والاغتصاب والتعذيب وتدمير الممتلكات او نهبها وتجنيد الاطفال والاستعباد الجنسى ، وأن كل ذلك يتم استنادا الى الخلفية الدينية للمدنيين ممن يتم انتهاك حقوقهم ، وستتعاون المحكمة الدولية الجنائية مع سلطات افريقيا الوسطى الشرعية فى تقديم مرتكبى هذه الانتهاكات الى العدالة ومحاسبتهم سواء على المستوى القضائى الوطنى او الدولى . وكان ابوبكر جاييه وهو الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة فى افريقيا الوسطى قد التقى رئيسة الدولة الانتقالية فى افريقيا الوسطى كاترين سامبا بانزا للمرة الاولى منذ انتخابها الشهر الماضى ، وأكدت له رفضها قيام قوات الجيش بقتل عناصر السيليكا فى بانجوى العاصمة فى الخامس من فبراير الماضى ، وأكدت التزامها بتقديم القتلة الى العدالة والبدء فى عملية تصالحية لاحراز تسوية سياسية للازمة فى البلاد تحقن الدماء . وتشير التقارير الميدانية الى أن الالاف من أبناء افريقيا الوسطى قد لقوا مصرعهم فى الاشتباكات الدائرة هناك ، وأن ما لا يقل عن 2ر2 مليون من سكان افريقيا الوسطى البالغ عددهم 5ر4 مليون نسمة هم الان فى حاجة ماسة الى مواد الاغاثة الانسانية منذ بدء هجمات ميليشيات مسلمى السيليكا ضد القوات الحكومية فى ديسمبر 2012 ، وقيام مسلحى "انتى بالاكا" الذين يشكل المسيحيون غالبيتهم بحمل السلاح لصدهم . التقارير الميدانية تشير كذلك الى أنه الى جانب مشكلة اللاجئين الى الكاميرون فقد خلفت الاشتباكات فى افريقيا الوسطى والتى تتخذ طابعا عرقيا نحو مليون نازح ومشرد فى داخل افريقيا الوسطى تاركين مناطق سكناهم التقليدية وقراهم ومن بينهم نصف مليون طفل .