وانا اتابع رغما عنى برامج التوك شو المختلفة خلال اليومين الماضيين بما فيها قناة الجزيزة وذلك من باب العلم بالشئ ومتابعة سير العملية الانتخابية لاحظت من اليوم الاول للانتخابات الأقبال على اللجان فى مناطق عديدة وفرحة الناس والرقص على نغمات اغنية بشرة خير والتى استيقظت عليها صبيحة اليوم الأول للانتخابات الساعة الثامنة صباحا واستمرت دون توقف حتى الساعات الاولى من اليوم الثانى لاننى من سكان منطقة بها محلات تجارية كثيرة فقد قرر اصحابها تشغيل هذه الاغنية كنوع من الاحتفال وحث المواطنين للادلاء باصواتهم. وبالفعل تحول الشارع تحت منزلى الى فرح استمر طوال اليوم ولا اخفيكم سرا دبت فى قلوبنا حالة من السعادة اطفأتها برامج التوك شو التى بدأت تتأثر بالعديد من الاخبار السلبية التى بثتها بعض المواقع على الانترنت وروجتها قناة الجزيرة ثم انتقلت العدوى سريعا من قناة الى الاخرى فى لمح البصر كسريان النار فى الهشيم وبدأت القنوات جميعها بلا استثناء تروج لفكرة ضعف الاقبال على التصويت مع العلم اننى قد ذهبت الى لجنة الانتخاب الخاصة بى الساعة الرابعة من عصر اليوم الاول. وبصفتى الصحفية اقتربت من المستشارة وسألتها عن عدد المقيدين فى كشوف الانتخابات الخاصة بلجنتى فقالت لى ان عددهم 3600 ناخبة وسألتها وبالتقريب حضر حتى الأن منهن كم ناخبة فوجدنا ان نحو 30 % ممن لهن حق التصويت فى لجنتى قد حضرن وصوتنا وذلك فى عصر اليوم الاول وتوقعت سيادة المستشارة ان تصل نسبة التصويت فى لجنتى الى 60 % تقريبا فى نهاية اليوم الثانى مؤكدة ان نسبة المشاركة معقولة جدا وسألتها عن سبب ما يتم تداولة من ان اللجان فارغة فردت ردا اقنعنى شخصيا وهى ان عدد اللجان قد ارتفاع بشكل ملحوظ فى جميع انحاء الجمهورية وان متوسط كل لجنة فرعية حوالى 3500 ناخب بالأضافة الى ان الاختيار بين مرشحين اسهل من الاختيار بين 13 مرشحا وان الناخبين الان اصبح لديهم وعى كافى ويأتون الينا حاملين رقم لجنتهم الفرعية وتسلسل اسمائهم فى الكشوف الانتخابية مما سهل امر التصويت بشكل كبير. الى هنا الامر مقنع جدا ولكن للاسف الشديد قررت القنوات ألا تسمع إلا للصوت العالى وصريخ بعض الاعلاميين على قنواتهم الخاصة وهم يطلبون من المصريين سرعة النزول وانقاذ مصر وتهويل الموضوع بشكل مستفز ....والأغرب اننى كلما حولت الى قناة اجد المذيع يردد نفس الجمل شعب مصر فين ... انزلوا .... مصر بتضيع .....خسارة فيكم اللى الراجل ده عملهلكم ....(المقصود طبعا السيسى ... مع ان الراجل مفتح بقة ) فقررت ان اغلق التليفزيون تماما واتجول كعادتى على صفحات الفيس بوك واتابع نشاط اصدقائى وارائهم لعلى اجد ما يخفف من ضيقى. وبالفعل وجدت شيئا استوقفنى فقد شير احد اصدقائى بوست بعنوان كيف تصنع شعبا من الاغبياء وكان محتواه ان مجموعة من العلماء قرروا ان يجرون تجربة على قطيع من القرود فأحضروا خمسة منهم ووضعوهم فى مكان مغلق ومعهم سلم واعلى السلم موز فعندما دخل القرود الى الغرفة نظروا الى الموز الموجود فى الاعلى فاقدم واحد منهم ليصعد السلم ويحضر الموز وعندما خطى اولى خطواته تم رشه هو ومجموعة القرود الاخرى بالماء البارد فتراجع ثم كرر المحاولة وتم رشهم بالماء مرة اخرى الى ان بدأ الاربعة قرود الاخرى فى ضربه كلما حاول الصعود حتى لا يتم رشهم بالماء البارد ومع الوقت استسلم هو الاخر ولم يفكر فى الصعود مرة أخرى فقرر العلماء بعد ذلك استبدال هذا القرد بقرد اخر. وعندما دخل الى الغرفة المغلقة حاول ان يصعد لاخذ الموز ولكن فى هذه المرة منعه القرده الموجودة بالغرفة وضربوه فى كل مرة يحاول فيها الصعود خوفا من الرش بالماء الى ان يأس واستسلم وجلس بجوار القردة وهو لا يعلم لماذا يتم ضربه مع العلم انه لم يرش بالماء المثلج حتى يستوعب ماحدث ثم قام العلماء بعد ذلك باستبدال قرد من القرود القدامى وحدث معه مع حدث مع القرد البديل الاول لدرجة انه شارك زملاءه بالضرب وهو لا يعرف لماذا يضرب القرد الجديد وكرر العلماء نفس الامر حتى تم تبديل القرود الخمسة الأوائل ليصبح فى القفص خمسة قرود لم يرش عليهم الماء البارد ولكنهم يخشون الاقتراب من السلم دون ان يعرفوا السبب ولكنهم وجدوا من سبقهم يفعل ذلك ففعلوا مثلهم دون تفكير او حتى محاولة للتغيير والتعقل وللاسف فإن ما فعله القرود ينطبق تماما مع ما نفعله نحن كشعب مصرى ... وهو الاستسهال وترديد واتباع ما قام به السابقون دون ان نعطى أنفسنا حق التفكير او السؤال وهذا ما فعلته قنوات وبرامج التوك شو بمنتهى البساطة . فمع ان سلبيات اللجنة العليا للانتخابات كانت عديدة و شعرنا بسببها اننا لاول مرة نجرى انتخابات لرئاسة الجمهورية ...فحالة التخبط الواضحة فى ادائها واتخاذها لقرارات غير مدروسة ادى الى شعور معظمنا بحالة من الضيق عكرت صفو فرحتنا باختيار الرئيس بداية بتعثر ادلاء الوافدين بأصواتهم والتى لاتعتبر بالقليلة مرورا باعطاء العاملين بالدولة اجازة ختاما بمد يوم ثالث للانتخابات يكلف الدولة الكثير من الاموال الطائلة ونحن فى غنى عن ذلك وبالرغم من اعتراض مرشحى الرئاسة على مد اليوم الثالث إلا ان اللجنة العليا لم تهتم باعتراضهم وكان مبررها انها لا تلبى رغبات المرشحين ولكن تستجيب لرغبة الشعب والتى نقلتها برامج التوك شو ....الى هنا اصبحت اللجنة معذورة فى قرارها ومعها كل الحق فقد طلبت برامج التوك شو طوال اليومين هذا المطلب دون تفكير فى عواقبه وتأثيره السلبى على كلا المرشحين وعلى الشعب وعلى نظرة المجتمع الدولى الينا .... وبالتالى اصبحت اوامر الاعلاميين رغبة الشعب مرة واحدة .... لا تنزعج فعلا اصبحت برامج التوك شو هى التى تحدد ما تحتاج انت اليه ايها المواطن العظيم. اللهم لا اعتراض فمع احترامى الكامل للإعلاميين العظماء الذين يبهروننا يوميا على شاشات التليفزيون إلا اننى اود ان ارسل اليهم رسالة بسيطة اعتقد ان كثيرين من الشعب المصرى يريد ارسالها اليهم .....ارحمونا يرحمكم الله من تطبيق نظرية القرود [email protected]