تجرى الآن أهم انتخابات في تاريخ مصر، لحسم المعركة التي تدور منذ فترة على روح مصر وهويتها ومستقبلها، ليعلو اليوم هتاف "تحيا مصر"، مصر التي يستظل الآن بعلمها كل أطياف المجتمع المصري في الشوارع والميادين، ليؤكدوا للعالم ولكل من خرج عن إطار الدولة وأهان جيشها وشرطتها وقانونها أن مصر أولا. نعم،هي مواجهة بين المستقبل والماضي، بين نظامين رفضهما الشعب وتوجهٍ جديد ينشد الحفاظ على الهوية ويعتمد على العرق المصري والتراب المصري والإرادة المصرية وحدهم، توجه ينشد بناء وطن مستقر وآمن ودولة ديمقراطية تكفل حاجة أبنائها. نتائج هذه الانتخابات ستكون مؤثرة بقوة في مشهد الإقليم والمنطقة العربية ككل، وستُفشل أمام العالم أجمع الحرب التي يقودها أعداء مصر في الداخل والخارج ضد الجيش والشرطة المصرية، وستترجم إرادة شعبية هادرة انطلقت في 30 يونيو الماضي ومن قبلها في 25 يناير 2011، وهي الثورة التي اختطفها خفافيش الظلام، وسترسل برسالة تكليف واستدعاء للدولة الديمقراطية العادلة التي يقودها رئيس ينحاز للفقراء ويقرأ متطلبات أمنها القومي، ويحقق إنجازات في ملفي الأمن والاقتصاد، ولديه القدرة على تعبئة الجماهير حول الحلم الواحد لشعب واحد، وبناء الإجماع الوطني المنشود حول الأهداف العليا للدولة الحديثة الوطنية الديمقراطية. تحيا مصر تحت علم مصر ولا علم سواه، تحيا مصر وشعبها العظيم، أيها القادم رئيسا بإرادة الشعب، افتح للحلم المصري أبوابا ونوافذ، ارسم فوق جبين مصر حرية وكرامة وعدالة وبيوتا وحقولا ومصانع، أيها القادم بأشواق الكادحين اعمل فسيرى الله عملك ورسوله والمؤمنون. هذا وطن لن يموت وشعب لا ينكسر وثورة شعبية يتجسد حلمها الآن، إنها مصر، التي علمت العالم، وتصدت لعتاة المجرمين ومشعلي الحروب، إنها مصر تتحدث عن نفسها الآن، إنها قصة ثورة، إنه الحلم يصبح حقيقة، وهاهو الموكب العظيم للمصريين يتدفق تحت رايتها الخفاقة.