حققت الجبهة الوطنية اليمينية المتشددة في فرنسا نصرا في الانتخابات الأوروبية ليلة الأحد، مما زاد بشكل غير مسبوق من دعم الأحزاب المناوئة للاتحاد الأوروبي في جميع أنحاء القارة العجوز والتي تستعد للتحرك أبعد بكثير عن سياسة بروكسل. وذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية - في تقرير بثته اليوم الاثنين على موقعها الإلكتروني - أن الجبهة الوطنية التي تتزعمها مارين لوبان كانت واحدا من بين أربعة أحزاب مناوئة للتكتل تفوز في الانتخابات البرلمانية للاتحاد الأوروبي بالبلاد. وقالت الصحيفة إن حزب الاستقلال البريطاني برئاسة نايجل فاراج حل في المركز الأول مثل حزب الشعب الدنماركي اليميني المتشدد وحزب "سيريزا" اليساري المتطرف في اليونان. وأضافت الصحيفة أن الأحزاب الشعبوية التي ستشكل على الأقل ربع البرلمان الجديد تعد مجموعة ذات لغات مختلفة بداية من اليسار المتشدد - حيث حصل حزب "سيريزا" على نسبة 5ر26% في حين فاجأ حزب "بوديموس" المجهول إسبانيا بانتزاع نسبة 8% - وحتى اليمين القومي المتطرف - فحل حزب جوبيك المجري ثانيا بنسبة 7ر14% بينما أنهى حزب الفجر الذهبي النازي الجديد في اليونان ثالثا بنسبة 4ر9%. وأشارت الصحيفة إلى أن نجاح هذه الأحزاب نال بشكل كبير التقدم المريح عادة لأحزاب التيار الرئيسي التقليدية الثلاثة في أوروبا والذي تحتفظ به في بروكسل. كما انخفض الدعم لحزب الشعب الأوروبي، الذي يمثل يمين الوسط وتتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بنسبة 7% مقارنة بنسبته قبل خمسة أعوام. وأوضحت الصحيفة أنه ما من نتيجة تؤثر بشكل على بروكسل بقدر ما يؤثر نصر لوبان في فرنسا التي تعد إلى جانب ألمانيا أحد مؤسسي التكتل والمحرك الذي قاد المشروع الأوروبي لمدة نصف قرن، منوهة إلى أن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند اجتمع بكبار وزرائه اليوم لمناقشة نتائج الانتخابات.