انتهت عملية انتخابات رئاسة الجمهورية للمصريين بالخارج والتى استمرت لأكثر من أربعة أيام بعد الإقبال الكبير على مقار بعثاتنا الدبلوماسية بالخارج للإدلاء بأصواتهم، وهو ما يؤكد أن المصريين بالخارج كانوا أشد حرصاً على المشاركة ليثبتوا للعالم أجمع أن المصريين بالخارج ليسوا منفصلين عن المقيمين فى الداخل وانما يجمعهم هدف واحد ومصير واحد ومستقبل واحد، فقد كان الإقبال الهائل على صناديق الاقتراع خارج حدود الوطن رسالة قوية من أبناء مصر المغتربين للعالم أجمع أنهم مع ثورة 30 يونية مؤيدين لها ومؤازرين وإن لم يتمكنوا من المشاركة فيها، فإن خروجهم بهذا الشكل وتحملهم مشاق الانتقال والسفر حتى الوصول لمقار اللجان الانتخابية بالسفارات المصرية والقنصليات لهو خير دليل على إيمانهم الكامل بثورتهم التى استردت مصر من أيدى من لا يقدرون على حماية أمنها ومقدرات شعبها وأبنائها الطيبين، ويبرهن على أنهم ماضون مع مصر والمصريين فى استكمال خارطة المستقبل. ومما يدعو للفخر حرص كبار السن والمعاقين والمرضى والشباب الصغار على المشاركة الانتخابات رغم قسوة ظروف الجو وارتفاع درجة الحرارة خاصة فى دول الخليج، الأكثر من ذلك أن عملية الاقتراع بالخارج تمت دون أية مشكلات أو اعتراضات من جانب مندوبى المرشحين الرئاسيين مما يدل على أن اللجنة العليا للانتخابات والدبلوماسيين المصريين بالخارج كانوا يعملون بحيادية وشفافية وحرفية ومهنية أدت إلى نجاح العملية الانتخابية فى مرحلتها الأولى دون أية تعقيدات فخرجت بلا مشاكل، لذلك فاننى أدعو كافة الناخبين المصريين للخروج يومى 26 و27 الجارى للإدلاء بأصواتهم بكل حرية وديمقراطية وأن يختاروا من يرون فيه القدرة على قيادة مصر فى هذه المرحلة الحساسة ومن يستطيع أن يضعها علي طريق العودة إلي مجدها وتاريخها وموقعها العربى والعالمى. والإقبال على الانتخابات سيساهم كثيراً فى عبور مصر لهذه المرحلة الصعبة لتستعيد دورها الرائد الذى فقدته فى السنوات الثلاث الماضية، وايضا الإقبال على الانتخابات سيرسل رسالة قوية ومؤثرة للغاية لكافة الدول والحكومات والأنظمة العالمية بأن الشعب المصرى هو الوحيد الذى يختار من يحكمه، وهذه الرسالة ستساعد كثيراً فى عودة علاقات مصر الدولية سياسياً واقتصادياً وأمنياً إلى ما كانت عليه لأن العالم كله يقدر قيمة مصر ومكانتها الإقليمية والدولية عسكرياً وبشرياً، وينتظر فقط ما ستسفر عنه الانتخابات، ساعتها سيتجه نحو مصر وشعبها داعماً ومؤيداً لها ونتفرغ جميعاً للعمل الجاد والمخلص والبناء الذي يعد الوسيلة الوحيدة لنهضة الأمم والشعوب.