* "الجيش الوطنى الليبى" بقيادة خليفة حفتر أمام عبد الله الثنى والنظام الجديد * طرابلس تعيش اضطراب سياسى بعد القذافى.. والحكومة عاجزة عن السيطرة * الحكومة ضعيفة والبرلمان يعانى من الشلل بفعل المشاحنات والدستور "متوقف" اشتبكت قوات ليبية غير نظامية وتدعمها طائرات هليكوبتر مع ميليشيات اسلامية في بنغازي أمس في معارك خلفت ما لا يقل عن 12 قتيلا – وهو الامر الذي يمثل اختبارا صعبا جدا أمام الحكومة الجديدة. المقاتلون الذين لا يتبعون النظام يقودهم اللواء خليفة حفتر ويطلقون على أنفسهم الجيش الوطني الليبي قصفوا قواعد لجماعة أنصار الشريعة وجماعة إسلامية أخرى في بنغازي. ودفعت أعمال العنف رئيس الوزراء عبد الله الثني لإصدار أمر للجيش النظامي بالسيطرة على أي مجموعات مسلحة بما فيها قوات حفتر في المدينةالشرقية؛ حيث كثيرا ما يشتبك المسلحون مع الجيش وتكثر الاغتيالات والتفجيرات. ومنذ الانتفاضة التي أطاحت بالعقيد معمر القذافي عام 2011 تعيش ليبيا حالة من الاضطراب السياسي وتعجز الحكومة عن السيطرة على كتائب مقاتلي المعارضة السابقين الذين يرفضون إلقاء السلاح وحولوا مناطق إلى ضيعات شخصية. إن رد فعل الجزائر على هذه الاشتباكات متوقع من أى دولة تخاف على بعثتها الدبلوماسية فى ليبيا، حيث أرسلت فريقا من القوات الخاصة لإجلاء سفيرها وموظفي السفارة من ليبيا في طائرة عسكرية بعد أن وجه متشددون تهديدا للسفارة. وتواجه بنغازي خاصة صعوبات للحد من العنف ووقف هجمات ألقيت المسئولية عنها على جماعة أنصار الشريعة التي كثيرا ما تمارس أنشطتها علنا رغم ان الولاياتالمتحدة تدرجها على قوائمها للمنظمات الإرهابية. في فبراير الماضى أثار حفتر أحد الوجوه البارزة في الانتفاضة ضد القذافي شائعات عن وقوع انقلاب بعد ظهوره بالزي العسكري ودعوته لتشكيل لجنة رئاسية لحكم البلاد حتى إجراء انتخابات جديدة. وليس من الواضح حجم الدعم الذي يتمتع به حفتر داخل الجيش الذي لا يزال تحت التدريب. ورد الحكومة كان بأنه لا يتمتع بأي سلطة وهددت باتخاذ إجراءات قانونية ضده. لكن الحكومة ضعيفة كما يعاني البرلمان من الشلل بفعل المشاحنات السياسية مما أعاق تحقيق أي تقدم يذكر على طريق إرساء ديمقراطية كاملة منذ عام 2011. كما أنه لم تتم صياغة الدستور الجديد حتى الآن في حين شهدت ليبيا تعيين ثلاثة رؤساء للحكومة منذ مارس الماضى. وتساعد الولاياتالمتحدة ودول أوروبية في بناء جيش نظامي لكن القوات المسلحة الليبية والحكومة لا تستطيعان السيطرة على كتائب المقاتلين الذين حاربوا القذافي لكن يرفضون إلقاء السلاح. وتضرر قطاع تصدير البترول الحيوي بشدة ويتكرر استهداف المسلحين له اذ يسعون لنيل حصة أكبر من الثروة النفطية والحصول على مزيد من الحكم الذاتي لمناطقهم أو حتى الحصول على خدمات أفضل.