دوى صوت هائل في استاد الاتحاد بمانشستر حين عرض الترتيب النهائي لفرق الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم على الشاشات العملاقة وقد ظهر اسم مانشستر سيتي في الصدارة ومن بعيد جاء مانشستر يونايتد في المركز السابع. وضمن الفوز 2-صفر على وست هام يونايتد اللقب لسيتي في اليوم الأخير ورغم أنه انتصار لم يكن بإثارة ما حدث حين انتزع اللقب من يونايتد في الثواني الأخيرة من الموسم قبل الماضي فإنه لم يكن أقل حلاوة. ورفع القائد فنسن كومباني الكأس عاليا قبل أن يقذف اللاعبون مدربهم مانويل بليجريني في الهواء ويرقصوا في أرض الملعب احتفالا بينما لم تتوقف مظاهر السعادة في المدرجات وسط إطلاق للألعاب النارية في الهواء باللونين الأبيض والأزرق. وبعد خمسين عاما من صعوده من دوري الدرجة الثالثة بانجلترا وست سنوات منذ بدأ الملياردير الإماراتي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ضخ ثروة طائلة في النادي حصل سيتي على لقب الدوري الممتاز لثاني مرة في ثلاث سنوات وهو اللقب الرابع له على مدار تاريخه بعد تتويجه في 1938 و1968. وبينما يبحث يونايتد الذي سيطر طويلا مع مدربه الأسبق اليكس فيرجسون عن مدرب جديد ليقوده في الموسم المقبل الذي سيغيب فيه عن المنافسات الاوروبية للمرة الأولى منذ أكثر من 20 عاما فإن سيتي الذي وصفه فيرجسون بأنه "الجار المزعج" هو صاحب اليد الطولى الآن في المدينة. وقال كومباني لمحطة سكاي سبورتس التلفزيونية وهو يمسك بالكأس المزينة بلوني شعار ناديه "هذا النادي فيه روح حقيقية. الطريقة التي أنهينا بها هذا الموسم رائعة والكل يستحق الإشادة على ذلك.. أنا سعيد جدا." وأضاف "انسوا ما يقال عن المال وعن أي شيء آخر. حين كنت صبيا كان كل حلمي هو الفوز بالمباريات والفوز بالألقاب. حلمت بالفوز بالألقاب وأشعر بأني أحقق ذلك الحلم وأنا أنال ما أناله الآن. "نحن نبني ناديا وليس مجرد فريق. لقد تجاوزنا الماضي ونبني لنا مكانا في المستقبل. لذلك أشعر بأننا نحتاج لأن نصبح أفضل." ولم يكن سيتي بحاجة لأكثر من تجنب الهزيمة اليوم ليتوج بطلا مهما كان ما سيحقه ليفربول ضد نيوكاسل على بعد عشرات الكيلومترات في شمال انجلترا. لكنه أحرز هدفين عن طريق سمير نصري وكومباني لينهي الموسم بخمسة انتصارات متتالية وقد سجل 102 هدف وفي رصيده 86 نقطة. وقال نصري لمحطة سكاي سبورتس "إنه شعور مذهل. حققت لقبي الثاني في ثلاث سنوات. يا لها من مسابقة مذهلة طيلة العام." وأضاف "لا توجد كلمات يمكنها وصف مشاعري الآن. ربما خلال ساعة من الآن أو ساعتين سنشعر حقيقة بما يحدث.. أنا سعيد جدا من أجل المدرب أيضا لأنه اللقب الأول له في اوروبا. إنه رائع." وتابع "لقد ظل هادئا طيلة الموسم من أجل أن نلعب كرة قدم جذابة.. العمل معه ممتع. أعتقد أن نقطة التحول في الموسم كانت مباراة ليفربول ضد تشيلسي." وخسر ليفربول تلك المباراة 2-صفر قبل أسبوعين لتتوقف مسيرة 11 انتصارا متتاليا للفريق ويسلم الصدارة لسيتي الذي لم يفقدها مطلقا بعد ذلك. وتشبث بليجريني وعمره 60 عاما المعروف بشخصيته الهادئة بفرصة أن يصبح أول مدرب غير اوروبي يتوج بلقب الدوري الانجليزي. وقال المدرب التشيلي "كان وقتا ذو خصوصية حقيقية. في العام الأول لي لم يكن سهلا أن أعتاد على كرة القدم الانجليزية لكن أعتقد أني نجحت في إدارة مجموعة رائعة من اللاعبين. يجب أن أظل هادئا أثناء المباريات لأني بحاجة لاتخاذ قرارات. "الفرق الكبرى لا يمكن أن تقنع بلقب واحد. إنها لحظة مهمة جدا. سنحتفل اليوم وغدا.. يوم الثلاثاء سنبدأ العمل من أجل الموسم المقبل لأن هذا النادي وهؤلاء اللاعبين يستحقون ألقابا أكثر."