أثار ظهور الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح على مسرح الأحداث خلال تسليم السلطة للرئيس اليمني المنتخب عبد ربه منصور هادي ردود فعل غاضبة ورافضة لتواجده بين اليمنيين، نظراً لمحاولاته المستميتة إغفال دور الثورة اليمنية في خلعه من منصبه وإظهار ماتم في اليمن باعتباره انتقال سلمي وديمقراطي للسلطة. وتؤكد الدكتورة وسام باسندوة المحللة السياسية اليمنية أن المبادرة الخليجية أنقذت على عبدالله صالح من مصير "مبارك"، وشكلت له مخرجاً آمناً، وذلك لأنقاذ البلاد من الدخول فى آتون العنف، ووقف المزيد من نزيف الدماء اليمنية. وقالت باسندوه في تصريحات ل"صدى البلد" إن ظهور على عبدالله صالح في المشهد المسرحي لتسليم السلطة، التى أجبر على التخلي عنها بعد ثورة عارمة، يؤكد أن "صالح" كان شبه ميت، حيث كانت تمثل له السلطة الروح التي يحيى بها، ونزعت منه. ومن جانبه قال الدكتور محمد الكمالي عضو اليمن بقوى تجمع الربيع العربي إن الرئيس اليمنى الجديد عبدربه منصور مورست عليه ضغوط كبيرة من قبل رجال صالح سواء داخل حزب المؤتمر الشعبى العام، الذى مازال يمسك بكثير من زمام السلطة، أو قيادات الأجهزة الامنية الموالية لصالح، ولذلك فضل حزب اللقاء المشترك عدم المشاركة فى المسرحية الهزلية التى تم إعدادها لتسليم السلطة لنائبه السابق. وقال الناشط اليمنى عبد الرقيب منصور أن مافعله على عبدالله صالح من تسليم للسلطة هى بدعة سياسية جديدة، حيث أنه لا يوجد نص دستورى يمنى يدعو إلى انتقال السلطة، بل مايوجد هو كلمة التداول السلمي للسلطة دون إفصاح لتفاصيل هذا المصطلح. وأضاف منصور أن صالح أراد أن يظل في واجهة المشهد السياسي حتى الرمق الأخير، فابتدع تقليد جديد من مراسم انتقال السلطة في محاولة منه لإبراز أن ماحدث ليس ثورة شعبية، وإنما انتقال سلس للسلطة. وأشار منصور إلي أن هذه المسرحية كان ينقصها فقط دعوة على عبدالله صالح للرئيس المصري السابق لحضور تسليمه للسلطة لنائبه عبدربه منصور. ومن جهته قال السفير المصري السابق بألمانيا رخا أحمد حسن أن ما أنقذ على عبدالله صالح من مصير القذافى ومبارك هو موقع اليمن على الحدود مع السعودية ودول الخليج، لأنها تريد الحد من ظاهرة الثورات، لمنع حدوث سابقة فى دولة خليجية مجاورة لليمن، يمكن أن تنتشر فى ربوع الخليج، فى ظل إمكانية الدعم الإيراني لمثل هذه القوى الشعبية فى الخليج. وأشار إلي أن المبادرة الخليجية تأسست على ضمان الخروج الآمن لصالح مع إبراز الأمر على انه انتقال سلمي للسلطة، وهذا ما مهد لرجوع صالح. وأكد رخا أن هناك عوامل أخرى أدت لنجاة صالح من مصير مبارك منها حزبه الذى مازال يؤيده وهو منتشر فى اليمن، إلى جانب جزء من قبيلته وانجازه للوحدة مع الجنوب، فضلاً عن سوء الحالة الاقتصادية لليمن. وأشار رخا إلى ان محاولات انقاذ مبارك من قبل دول الخليج وبالاخص السعودية مازالت مستمرة.
