أظهرت النتائج الجزئية لفرز أصوات الناخبين يوم الخميس تقدم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في جنوب أفريقيا في أول انتخابات لجيل "ولد حرا" ولم يعاصر حكم الأقلية البيضاء الذي انتهى عام 1994. وقالت اللجنة الانتخابية إن المؤتمر الوطني الأفريقي -وهي حركة التحرير التي اكتسحت السلطة منذ عقدين بقيادة نيلسون مانديلا- فازت بنسبة 57.6 في المائة من الأصوات بعد فرز أكثر قليلا من ربع الأصوات التي تم الإدلاء بها. وحاز أقرب منافسيه التحالف الديمقراطي 29.2 في المائة من الأصوات. وقال مسؤولون انتخابيون إن إقبال الناخبين على الإدلاء بأصواتهم كان شديدًا وأن التصويت في خامس انتخابات منذ نهاية العزل العنصري سار بسلاسة ولم تقع سوى بضعة حوادث في مراكز الاقتراع التي يبلغ عددها 22 ألفًا في أنحاء البلاد. وكانت استطلاعات الرأي تنبأت بحصول الحزب الحاكم على نسبة تأييد تبلغ نحو 65 في المئة وهي أقل قليلا من نسبة 65.9 في المائة التي فاز بها في انتخابات عام 2009 التي جاءت بالرئيس جاكوب زوما الى الحكم. وأدهش استمرار التأييد لحزب المؤتمر الوطني المحللين الذين كانوا يقولون منذ عام إن شعبيته قد تنحسر بعد أن أصبحت أمجاده في محاربة الفصل العنصري من التاريخ في وقت يركز فيه الناخبون على تباطؤ النمو الاقتصادي وعدد من الفضائح التي شهدتها ولاية زوما الأولى. وواجه اقتصاد جنوب افريقيا الأكثر تقدما في افريقيا صعوبات للتعافي من كساد عام 2009 وكانت هذه المرة الأولى التي تواجه فيها البلاد أزمة من هذا النوع منذ انتهاء حقبة الفصل العنصري عام 1994. وعرقلت نقابات عمال قوية جهود الحزب الحاكم لحفز النمو ومعالجة تفشي البطالة التي بلغ معدلها 25 في المائة. واتهمت اكبر هيئة لمكافحة الفساد في جنوب افريقيا زوما هذا العام "بالاستفادة دون وجه حق" من تحسين الإجراءات الأمنية لمنزله الخاص في نكاندلا في منطقة كوازولو ناتال الريفية والذي تكلف 23 مليون دولار من الأموال الحكومية. وشملت التعديلات على منزله حوضا للسباحة لكن زوما نفى ارتكاب اي مخالفات ودافع عن التعديلات بوصفها ضرورية لحماية رئيس دولة.