شدد وزراء خارجية الدول المستضيفة للاجئين السوريين اليوم الأحد على ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1139 الخاص بدعم اللاجئين السوريين وتقديم المساعدات الإنسانية لهم وللدول والمجتمعات التي تستضيفهم. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده وزراء خارجية الأردن ناصر جودة ، العراق هوشيار زيباري، وتركيا أحمد داود أوغلو ، ووزير الشئون الاجتماعية اللبناني رشيد ديرباس إضافة إلى نائب وزير الخارجية المصري للشئون الأفريقية حمدي لوزا والمفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين أنطونيو جوتيريس وذلك عقب اجتماعهم الثالث الذي عقد في مخيم الزعتري بمحافظة المفرق (75 كم شمال شرق عمان). وأكد الوزراء على ضرورة اتخاذ الخطوات العملية المطلوبة للتعامل مع تحديات الأزمة السورية على بلادهم، مطالبين في الوقت ذاته بزيادة الدعم المقدم للدول المستضيفة للاجئين لمساعدتها على تحمل تداعيات هذه الأزمة..كما اتفقوا على عقد الاجتماع الرابع بلبنان في ال20 من يونيو المقبل الذي يصادف الاحتفال باليوم العالمي للاجئين. ومن جهته قال جودة إن استضافة هذه الأعداد من اللاجئين السوريين تستدعي النظر في خيارات قابلة للتطبيق ومخاطبة المجتمع الدولي بأساليب مختلفة حتى تظل المعاناة الإنسانية لهؤلاء اللاجئين والمجتمعات المستضيفة في بؤرة اهتمامه وتركيزه. ولفت إلى أن لبنانوالأردن يتحملان العبء الأكبر من هؤلاء اللاجئين حيث يستضيفان على أراضيهما حوالي 3ر1 مليون سوري لكل منهما علاوة على أن تركيا تستضيف الآلاف كما أن العراق ومصر يوجد بهما عدد ليس بالقليل. وأكد على أن الحل السياسي هو الحل الوحيد لهذه الأزمة لأن غياب هذا الحل سيؤدي إلى تفاقم هذه الأزمة، قائلا "إننا نتطلع إلى الاحتفال قريبا بإغلاق مخيم الزعتري وغيره من المخيمات عندما تحل هذه الأزمة ويعود السوريون إلى بلادهم". وبدوره، دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين المجتمع الدولي إلى تحمل مسئولياته إزاء هذه الأزمة الإنسانية التي وصفها بأنها الأسوأ في العالم منذ أزمة الإبادة الجماعية في رواندا، مطالبا في الوقت ذاته بضرورة التدخل والعمل على حل أزمة سوريا حلا سلميا يوقف نزيف الدماء. ولفت إلى أن عدد السوريين الذين أجبروا على ترك منازلهم بلغ 9 ملايين شخص فيما زادت أعداد النازحين داخل سوريا على 5 ملايين شخص، قائلا "إن أزمة اللجوء السوري ليست مسئولية الدولة المجاورة أو المستضيفة للاجئين وإنما مسئولية المجتمع الدولي أيضا". ومن جانبه، عبر وزير خارجية تركيا عن أسفه لعدم تطبيق قرارات مجلس الأمن الخاصة بالأزمة السورية، محملا النظام السوري مسئولية تفاقم الأزمة وعدم وصول المساعدات إلى السوريين في الداخل. وأبدى أوغلو تخوفه من ازدياد تدفق اللاجئين السوريين إلى دول الجوار السوري بالتزامن مع ارتفاع وتيرة العنف والاعتداءات التي يرتكبها النظام ضد المواطنين، متوقعا أن تتسبب الانتخابات السورية القادمة في فشل الوصول إلى حل سياسي لهذه الأزمة. أما وزير خارجية العراق فقد أكد على أن العراق سيقوم بكل ما يستطيع لتقديم المساعدات للسوريين داخل سوريا، مطالبا بتطبيق قرارات مجلس الأمن الخاصة بالازمة. وأفاد زيباري بأن المشاركين في الاجتماع اتفقوا على العمل على مساعدة اللاجئين السوريين للعودة إلى بلادهم، مشيرا إلى أن التدخلات العسكرية تعيق إيصال المساعدات لمناطق الصراع داخل سوريا. جدير بالذكر أن مجموع اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية التابعة للأمم المتحدة في دول الجوار السوري يبلغ حوالي 3 ملايين لاجئ سوري.