قال مصدر أمني يوم الأحد إن إسلاميين متشددين قتلوا 11 جنديا جزائريا على الأقل في كمين استهدف دورية في الجبال شرقي الجزائر العاصمة في أحد أعنف الهجمات على الجيش منذ سنوات. وأضاف المصدر لرويترز أن القوات كانت تبحث عن متشددين في تيزي وزو على بعد 120 كيلومترا شرقي العاصمة عندما هاجمها مقاتلون من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وتابع أن 11 جنديا آخرين اصيبوا. ووقع الهجوم بعد أيام من فوز الرئيس عبد العزيز بوتفليقة (77 عاما) بفترة رئاسة رابعة بعد حملة انتخابية صورته على أنه عنصر أساسي لإرساء الأمن في البلاد. ومنذ انتهاء الحرب في التسعينات ضد إسلاميين مسلحين أصبحت الهجمات نادرة في الجزائر إلا أن مسؤولين جزائريين يشعرون بالقلق من امتداد آثار الفوضى في ليبيا حيث يسعى مقاتلون على صلة بتنظيم القاعدة للاحتماء في مناطق نائية بالصحراء الجنوبية. وقالت وزارة الدفاع الجزائرية إن الجيش قتل 37 متشددا في مناطق متفرقة بالبلاد منذ يناير كانون الثاني. ويتخذ تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي من منطقة الساحل التي تشمل جنوبالجزائر مقرا له لكن الجيش قتل عددا من المتشددين في الجبال الشرقية وتقول مصادر أمنية إن بعض الأسلحة التي عثر عليها بحوزتهم مصدرها ليبيا. ويعتقد أن عبد المالك دروكدال الذي أصبح زعيم التنظيم بعدما قاتل في أفغانستان يختبئ في الجبال الشرقية. وقتلت القوات الجزائرية اثنين من نواب دروكدال العام الماضي في منطقة البويرة المعقل السابق للمتشددين أثناء حرب التسعينات التي اندلعت بعدما ألغت الحكومة نتيجة انتخابات كان من المقرر فوز حزب إسلامي بها. وقال أنيس رحماني وهو خبير أمني جزائري لرويترز إن الهجوم رد على هزائم متلاحقة مني بها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الذي فقد العديد من مقاتليه في الشهور القليلة الماضية. وأضاف أن التنظيم حاول أيضا عرقلة الانتخابات لكنه فشل. وكان مقاتلون قد هاجموا منشأة إن أميناس للغاز في يناير كانون الثاني من العام الماضي فقتلوا 40 موظفا أجنبيا في هجوم دفع شركتى بي.بي وشتات أويل النرويجية إلى سحب موظفيهما من الجزائر. وقاد الهجوم مختار بلمختار المتشدد الجزائري والمقاتل السابق في القاعدة. وأفادت أنباء بأن بلمختار قتل العام الماضي لكن لم يرد تأكيد لهذا وتقول تقارير حديثة إنه مازال على قيد الحياة.