يريد مانوج باليان أن يصبح نارندرا مودي رئيسا لوزراء الهند عندما تعلن نتائج الانتخابات العامة الشهر القادم .. لكن هذا لا يعود لسجله المؤيد للقطاع الخاص كمدير اقتصادي ناجح بل لاعتقاده بأنه سيجرد الأقلية المسلمة في الهند من امتيازاتها. وقال باليان (42 عاما) وهو وسيط عقارات وزعيم قروي "سيشعر المسلمون بالضغط مع تولي مودي السلطة. لن يتجرأ اي منهم على رفع صوته". وأيد رأيه مجموعة من الأصدقاء كانوا يتحلقون حوله. وتشيع هذه الآراء في المستوطنات المنتشرة حول حزام مزارع قصب السكر في مظفر نجار في ولاية أوتار براديش في شمال الهند التي شهدت اقتتال ديني مميت العام الماضي. وتجرى الانتخابات على مدى خمسة أسابيع حتى يوم 12 مايو. ويدلي نحو 130 مليون ناخب بأصواتهم يوم الخميس في عدة مناطق بالهند بينها العاصمة نيودلهي. وقتل شرطيان في هجوم متصل بالانتخابات على أيدي متشددين ماويين في ولاية بيهار في شرق الهند. لكن لم ترد تقارير عن أعمال عنف كبيرة أثناء الاقتراع في مظفر نجار حيث يحظى مودي بشعبية جارفة ويخشى المسلمون على مستقبلهم. وبالنسبة للناخبين المسجلين في الهند البالغ عددهم 815 مليون ناخب فإن مودي وحزب بهاراتيا جاناتا الذي يقوده يمثلان الأمل في حكومة أفضل ونمو صناعي أكبر مع توفير الوظائف. لكن مودي (63 عاما) تطارده اتهامات بأنه شجع أو تغاضى عن أعمال عنف بين الهندوس والمسلمين في عام 2002 في ولاية جوجارات التي حكمها على مدى 13 عاما. ونفى مودي الاتهامات وقالت المحكمة العليا إنه لا توجد أدلة كافية لمحاكمته. ويزعم حزب بهاراتيا جاناتا أن الأحزاب الأخرى التي تساعد المسلمين على حساب الأغلبية الهندوسية أصبحت طرفا بارزا على نحو متزايد في حملته الانتخابية في الأسابيع القليلة الماضية -لاسيما في المناطق التي تتزايد فيها التوترات الدينية. وخلف القتال في مظفر نجار والمناطق المحيطة حوالي 65 قتيلا بينهم أربعة في قرية باليان التي تقع على بعد 118 كيلومترا شمال شرقي دلهي. وينحى باليان مثل كثيرين غيره من الناخبين في هذه القرى باللائمة على أحياء المسلمين في بدء العنف وعلى حكومة الولاية لرفضها سجن المتورطين فيه. ويخاطب حزب بهاراتيا جاناتا مشاعر الهندوس بأنهم الضحية وهو نفس ما يردده باليان. ووجهت السلطات الانتخابية لوما شديدا هذا الأسبوع لمدير حملة مودي الانتخابية آميت شاه بسبب الخطب التي ألقاها في أنحاء مظفر نجار والتي تبرر على ما يبدو أعمال الشغب وتتهم المسلمين باغتصاب الهندوس وقتلهم وإذلالهم. وتظهر استطلاعات الرأي أن مودي هو الأوفر حظا في تولي رئاسة الوزراء في الهند لكن حزب بهاراتيا جاناتا يحتاج إلى تحقيق فوز كبير في ولاية أوتار براديش التي يساوي عدد سكانها عدد سكان البرازيل والتي تشارك بأكبر عدد من المشرعين في البرلمان. ومن بين سكان الهند البالغ عددهم 1.2 مليار نسمة يبلغ عدد المسلمين 150 مليونا ويشكلون أقلية كبيرة في ولاية أوتار براديش. وقال محللون إن الحزب يوجه نداء للناخبين في اللحظة الأخيرة للحصول على تأييدهم في هذه الولاية المهمة من خلال إضافة القضايا الدينية والطبقية إلى دعايته.