عاد الشاعر الكبير احمد عبد المعطى حجازى الى اصدار دواوينه الشعرية بعد توقف دام 22 عاما بعد أن اصدر آخر دواوينه "أشجار الأسمنت" ، ورغم أن ديوانه الجديد "طلل الوقت" صدر مؤخرا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ، فان تلك القصيدة التى تحمل اسم الديوان قد نشرت فى الاهرام منذ ما يقرب من العشرين عاما. الا ان اصدار حجازى ديوانه الشعرى فى هذا الوقت وبعد طول توقف عن الاصدارات الشعرية يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك ، بأن الخريطة الادبية فى مصر مسها نوع من التغيير، بعوده احد أكبر فرسان القصيدة العربية الحديثة الى مكانه الطبيعى بعد أن توقف عن النشرى الشعرى ، وتفرغ بشكل كامل للكتابات النقدية ، وان كان له مشروع رائد لم يكتمل اسمه "احفاد شوقى" ، والذى سعى خلاله الى تسليط الضوء على عدد من الشعراء المصرين ، الا أنه مشروع لم يكتمل . ان عودة حجازى لعالمه الطبيعى "عالم الشعر" من خلال ديوانه الجديد يؤكد أن الروح الشعرية الحجازية حية ولن تموت ، وان ما كان يتردد بقوة ، أننا نعيش الآن فى زمن الرواية أمر غير صحيح ، فالشعر قد تصدر المشهد فى الحياة الابداعية المصرية مؤخرا حاصة فى ثورة 25 يناير المباركة ، وخرجت علينا الكثير من الاصوات الشعرية التى تفاعلت مع الثورة . وكان الشعراء هم بالفعل لسان حال الثورة ، والاكثر تفاعلا ومشاركه مع الميدان وهو ما يؤكد بأن الشعر قادم فى السنوات الاخيرة وبقوه ، خاصة وان روح المتلقى فى استقبال الشعر قد تم احياؤها من داخل ميدان التحرير . قصيدة "طلل الوقت" التى حملت اسم ديوان حجازى الجديد رغم قدم كتابتها الا انها حملت كعادة قصائد الشعراء الكبير رؤية مستقبلية لما سوف يحدث فى المستقبل وتلك كانت قصيدة حجازى . . طلل الوقت والطيور عليه وقع شجر ليس في المكان، وجوه غريقة في المرايا وأسيرات يستغثن بنا شجر راحل، ووقت شظايا هل حملنا يوم الخروج سوي الوقت نماشي سرابه ونضاهي غيابه هل تبعنا غير الهنيهات نستاق شذاها ما بين تيه وتيه نقطف الوردة التي لا نراها نلقط الذكري كسرة بعد أخري ونسوي فسيفساء الوجوه آه! لا توقظ الدفوف، فما آن لنا بعد أن نهز الدفوفا بين أرواحنا وأجسادنا ينكسر الإيقاع، فلنبق في العراء وقوفا في انتظار المعاد أعجاز نخل أو ظلالا في غيبة الوقت ترعي كلا ناشفا، ودمعا نزيفا طلل الوقت، والطيور عليه وقع شجر ليس في المكان، وأصوات تجئ وطيور بيض تطير الهويني شجر راحل ووقت خبئ مدن في ضحي بعيد، كأنا من ذري وقتنا نطل عليها خلسة وكأنا نشم عطر بساتينها ونسمع من لغو يومها هينمات تصدي كأزمنة تستيقظ في الوتر المشدود كان الصمت يحتد، وكان الوقت في الباحة الظليلة يستعبر في حلمه ويبكي ذويه ثم يرفض عن الفردوس المخبأ فيه شجر يرسم الرياح وغيم قزحي مرصع بالعصافير. رأينا كأن سرب ظباء أو أنهن صبايا يلحن عبر المرايا أو في قراره ينبوع، يضطجعن عرايا يخلعن فيه شفوفا ويرتدين شفوفا يملأن منه أباريق للضوء، وينفضن علي الماء عريهن الوريفا ورأينا.. كأنما سكت الوقت ثم غاض، كما غاضت البحيرة في رمل، وأبقت لنا الحصي والشظايا أيها الوجه ! أيها الجسد الغض! أيها الجسد الغامض الذي تسكنه روحي وترحل فيه بين وقتين أيها الجسد الغامض تأتي بين وقتين شاحبين وهذا سر يرنا خارج الوقت، وتنضو لي عن غصنك الرطيب. كأني أتقري سيرتي في غضونه، رعشتي الأولي تستفيق، وآناء من الغبطة الحميمة تنهل، وأعضاؤنا الشقيقة تذوي كالرياحين وهذا موتي الذي أشتهيه! طلل الوقت، والطيور عليه وقع شجر ليس في المكان، نساء يرحلن في الأسحار وطيور بيضض تطير الهويني تلقط الوقت في الفضاء العاري