لم تكن زيارة الشيخ تميم بن حمد أمير دولة قطر الى السودان والتى تأتي وسط توتر خليجي مع الدوحة، سوى جزء من عملية استقطاب ومحاولة لخروج قطر من عزلتها السياسية التى فرضتها عليها الدول العربية الثلاث "السعودية والامارات والبحرين "بعد أن قرروا سحب سفرائهم من قطر مارس الماضى . حيث انتهت زيارة الشيخ تميم بن حمد أمير قطر لدولة السودان، ضمن جوله عربية قدمت خلالها قطر مليار دولار للسودان على شكل وديعة لدعم احتياطيات النقد الأجنبي في البلاد التي تشهد ظروفا اقتصادية صعبة، وقد بدءت بشائر تلك الزيارة بإعلان وزير الخارجية السوداني، قرارا بإعفاء كل القطريين من تأشيرة الدخول للسودان " دفعا وتعزيزا للعلاقات بين البلدين"على حد قوله ورغم أن وزير المالية السوداني قد حاول على استحياء استبعاد السودان مما تمر به قطر من مشاكل سياسية بين بعض الدول حيث قال إن زيارة أمير قطر "إيجابية وحققت مكاسب اقتصادية كبرى ,وحرص وزير الخارجية السوداني، على التأكيد بأن الزيارة "معدة سلفا ولا علاقة لها بما جرى في المنطقة في الفترة الماضية." لكن الحقيقة أن الزيارة تناولت "الجوانب الاقتصادية والسياسية وملف دارفور ودعم قطر للسودان في المحافل الدولية" حيث أشار وزير العدل السوداني، محمد بشارة دوسة، أن قطر "دولة مفصلية للسودان"، معتبرا أن الزيارة "فرصة لتمكين مسيرة التعاون في كافة المجالات من أجل الدفع بالعلاقات للإمام علاوة علي مدلولها وبعدها السياسي بالنظر إلى الأوضاع الإقليمية المحيطة بالدولتين" الأمر الذي أكده وزير الإعلام السوداني، الذي أشار إلى "تطابق وجهات النظر" بين البشير والشيخ تميم "في كافة القضايا الإقليمية والدولية." وكانت قطر في محاولتها فك عزلتها قد تعهدت للحكومة السودانية، بدعم الاقتصاد السوداني، وتقليل الضغوط التي تمارسها عليها بعض دول الخليج العربي ,هذا بجانب السعي لرفع العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولاياتالمتحدة ضد السودان، وإقناعها بالضغط على الحركات المسلحة في دارفور وجنوب النيل الأزرق، كل هذا إذا استطاعت الخرطوم أن تفتح حوارًا سياسيًا يوحّد الحركة الإسلاميّة ويحافظ عليها في السلطة؛ في ظل الهجمة الشرسة ضد الإخوان في المنطقة. وقد رأى بعض السياسيون أن زيارة الشيخ تميم للسودان من شأنها أن تزيد من الفجوة غير المعلنة بين الخرطوم والرياض، وأنّ العلاقات بين الخرطوم والرياض لن تنفرج في ظل بقاء الإخوان في السلطة. فيما اعتبرت مصادر دبلوماسية أن الزيارة تحمل فى طياتها رسالة الى مصر وحلفائها في السعودية والإمارات بعد الإطاحة بنظام الرئيس محمد مرسي وإجراء محاكمات لقيادة جماعة الإخوان المسلمين في القاهرة وإعلان وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي رغبته الترشّح في انتخابات الرئاسة المقبلة . وفحوى الرسالة " أنّ الدوحة لن تترك الخرطوم وحدها في مواجهة مصر، وأنّ القاهرة يجب أن تتعرض لضغوط تجبرها على تخفيف القبضة ضد جماعة الإخوان المسلمين.
