اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الخميس بقرار السلطة الفلسطينية الخروج من دوامة المفاوضات العبثية مع إسرائيلية والعودة إلى الأممالمتحدة. وتحت عنوان (تصحيح المسار) تساءلت صحيفة "الخليج" الإماراتية هل أفشلت إسرائيل مهمة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لأنها تريد مفاوضات من أجل المفاوضات ولاستغلالها فقط من أجل استكمال مخططات التوسع والتهويد داخل الأراضي الفلسطينية. وأشارت إلى أن السلطة الفلسطينية أدركت الآن أنها لا تستطيع المضي قدما في مفاوضات باتت أهدافها معروفة ولا تقدر على تقديم المزيد من التنازلات أو الرضوخ للشروط الإسرائيلية مجددا لأنها إذا مضت في هكذا مفاوضات تكون شريكة في التفريط بالحقوق الفلسطينية بل وشريكة في التغطية على السياسات "الإسرائيلية" التهويدية . وأكدت "الخليج" في الختام أن السلطة الفلسطينية من جهتها قررت الخروج من دوامة المفاوضات العبثية وتصحيح اتجاه البوصلة نحو الفعل الحقيقي بالعودة إلى الأممالمتحدة مرجعية وحيدة تستعيد من خلالها دورها وبعض الحقوق السياسية الفلسطينية من خلال الانضمام إلى منظماتها ومعاهداتها ما يضع الأمور في نصابها و"إسرائيل" في مواجهة مأزق شرعيتها..مشيرة إلى أنها خطوة فلسطينية متأخرة لكن لا بد منها مقدمة للعودة إلى خيارات الشعب الفلسطيني . ومن جانبها ، قالت صحيفة "الوطن" الإماراتية تحت عنوان (أدوات فلسطين لمواجهة إسرائيل) إن فلسطين اليوم غير فلسطين أمس فهي اليوم سلطة داخل أراضي فلسطينية تعمل وفق شرعية دولية ولها "دولة" لم تستكمل سيادتها واستقلالها وحريتها بعد مع وجود الاحتلال الإسرائيلي واغتصابه أجزاء من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية. وأضافت أن هذه المتغيرات في التكوين الفلسطيني اليوم أدت إلى تغير في أدوات النضال الوطني الفلسطيني وهو ما تشهده الساحة الفلسطينية بعد إتفاقية أوسلو حيث انحسرت المقاومة المسلحة لصالح أسلوبين هما الانتفاضة الشعبية والمفاوضات المباشرة وغير المباشرة..وطيلة هذه المدة منذ بداية التسعينات لم تستخدم السلطة الفلسطينية إلا هذين الأسلوبين. ولفتت إلى أنه نتيجة لاكتساب السلطة الفلسطينية الاعتراف الدولي بفلسطين كعضو مراقب في الأممالمتحدة فقد خطت رام الله خطوة جريئة عندما وقعت على إتفاقيات دولية تمنحها الحق في مقاضاة إسرائيل على جرائم إنسانية وجرائم الاحتلال التي يشهد عليها العالم أجمع باستثناء الولاياتالمتحدة التي لم تعجبها الخطوة الأخيرة للسلطة الفلسطينية مشيرة في هذا الصدد إلى ردة فعل من واشنطن وصفتها الصحيفة بأنها "غير حكيمة" عندما ألغى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري زيارته إلى رام الله التي كانت مقررة أمس الأربعاء بعد أن أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس القرارات الوطنية الفلسطينية وبعد أن سلمت رام الله هذه القرارات إلى أمانة المنظمة الدولية . وأعربت الصحيفة عن أسفها إزاء تعامل واشنطن مع القضايا الفلسطينية من خلال المنظور الإسرائيلي الذي عبر فورا عن مخاوفه من تلك القرارات الوطنية الفلسطينية معتبرا انها سوف تشكل خطرا عليه. وقالت "الوطن" في الختام إن إسرائيل تريد الأرض وشراء الوقت والسلطة الفلسطينية تدرك ذلك ويصعب عليها أن تتجاهل تلك السياسات الإسرائيلية التي تبتلع الأرض تدريجيا وعلى مرأى ومشهد من العالم كله ودعت رام الله إلى اتخاذ هذه الخطوة الجريئة لتضع الأممالمتحدة في إطار الأزمة كي تقوم بعملها الطبيعي في أن تمنع استمرار الاحتلال إلى ما لا نهاية. فيما تحدثت صحيفة "الرؤية" العمانية عن قرار القيادة الفلسطينية التوقيع على الانضمام الى 15 منظمة ومعاهدة واتفاقية دولية الذي يمثل استحقاقاً لدولة فلسطين بعد الاعتراف بها في الجمعية العامة للأمم المتحدة وخطوة هامة من شأنها الاسهام في دعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة. وقالت الصحيفة تحت عنوان (قرار شجاع يستوجب المؤازرة) إن قرار القيادة الفلسطينية وإن جاء في ظاهره كرد فعل فوري على رفض إسرائيل الافراج عن الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الا أنه تعبير عن تراكمات عديدة وترسبات متعاظمة جراء الممارسات الإسرائيلية المستفزة والرافضة لأي حلول سلمية تضمن عودة الحقوق المغتصبة إلى أصحابها. ورأت الصحيفة أنّ مظاهر التأييد لقرار القيادة الفلسطينية يدل على أنه جاء مجسداً لرغبة فلسطينية وعربية وإسلامية تجمع على ضرورة الوقفة الحاسمة ضد الاحتلال والتصدي لممارساته التعسفية وتسويفه ومماطلته حيال العملية السلمية.