أكد الأمين العام للجنة الملكية لشئون القدس في الأردن الدكتور عبدالله كنعان اليوم الخميس على أنه قد آن الآوان لفرض عقوبات على إسرائيل وإلزامها بتطبيق قرارات الشرعية الدولية للانسحاب من كافة الأراضي العربية المحتلة عام 1967 بما فيها القدسالشرقية ، قائلا "إن إجبار إسرائيل على ذلك يحفظ الأمن والسلم الدوليين". وقال كنعان – في تصريحات له اليوم – إن إسرائيل تهدد السلم والأمن الدوليين بتعنتها وسياستها الاستعمارية العدوانية المستمرة في فلسطين وبقية الأراضي العربية المحتلة..داعيا في الوقت ذاته إلى قرار عربي حاسم يتخذ من خلال مؤتمر خاص يضع فيه العرب استراتيجية من أجل إجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة لأنها بغير ذلك ستبقى تصول وتجول وتعتدي ما دام عدم استعمال العقوبات معها غير وارد. وناشد جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ولجنة القدس التي يرأسها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى اتخاذ إجراءات جادة وعاجلة إضافة إلى المتابعة المستمرة وإجراء اتصالات على كافة المستويات الدولية لإجبار إسرائيل للانصياع إلى قرارات الشرعية الدولية بما يتعلق بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسلامي الإسرائيلي من أجل قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية..قائلا "إنه إذا ما تحقق ذلك فسوف يعم الأمن والسلام وستعيش الأجيال في اطمئنان". ونوه كنعان في هذا الإطار بتأكيدات العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني المستمرة ومناداته في كافة المحافل الدولية وخلال لقاءاته مع القادة الكبار على ضرورة إجبار إسرائيل على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية ، وقيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية ليعم الأمن والسلم الدوليين. وقال إنه ومنذ قيام المشروع الصهيوني لاستنبات دولة إسرائيل عام 48 وحتى هذه اللحظة لا تكف هذه الدولة عن العدوان المستمر على الأرض والسكان في كل فلسطين من البحر إلى النهر فهناك أكثر من 40 قانونا عنصريا ضد العرب سواء كانوا في فلسطين والذين يحملون جوازات سفر إسرائيلية أو من تم احتلال أرضهم عام 67. وأضاف الأمين العام للجنة الملكية لشئون القدس إن إسرائيل تمارس كافة أشكال العدوان والتمييز العنصري إلى جانب مصادرة الأراضي وهدم القرى العربية ومحو كل أثر عربي في فلسطينالمحتلة عام 48 فيما بدأت بعد عام 67 تمارس نفس النهج والسياسة العدوانية. ولفت كنعان إلى أن الاستيطان جزء من سياسة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ومحو كل أثر إسلامي وعربي مسيحي في القدسالشرقية بالذات وغيرها مما يمكنهم الاستيلاء عليه..مشددا على أن هناك الكثير من المساجد في فلسطين والضفة الغربية استولت عليها سلطات الاحتلال الإسرائيلي وهدمتها أو حولتها إلى مساكن وإقامات للمتطرفين والمستوطنين اليهود. وقال إن الاعتداء على الأقصى يجيء يوميا ضمن سياسة ممنهجة مرسومة القصد منها فرض أمر واقع على العرب والمسلمين لعل وعسى يقسمون الأقصى زمانيا ومكانيا بين اليهود والمسلمين..مضيفا إن الإسرائيليين يحلمون بهدم المسجد وبناء الهيكل مكانه وتلك هي العقيدة التي تبنوها من أجل تثبيت أقدامهم في فلسطين وكوسيلة يبررون فيها وجودهم على هذه الأرض الطاهرة المقدسة ولإقناع يهود العالم أن لهم مكانا مقدسا يجب أن يحجون إليه ويأتون إلى السكن بجانبه والإقامة حوله. وأشار كنعان إلى أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وخاصة الحالية التي يسيطر عليها اليمين المتطرف تحلم بجمع أكثر من 10 ملايين يهودي من كل أنحاء العالم من أجل جعل إسرائيل دولة عظمى وتفريغ فلسطين كلها من البحر إلى النهر من سكانها العرب مسلمين ومسيحيين ، لاعتقادهم بأن قوة هذه الدولة يمكن فرضها على العرب والمسلمين ووضعهم تحت أمر واقع. وقال إن الإسرائيليين يستغلون انشغال العرب تحت ما يسمى بالربيع العربي والفوضى الخلاقة التي بشرت بها أمريكا منذ سنوات والتي تخدم إسرائيل وتشجعها على مزيد من العدوان وإلى ترسيخ اعتقادها بأن ضعف العرب فرصتها لهدم الأقصى والاستيلاء عليه وبناء الهيكل ، متحدية بذلك كل القوانين والشرعية الدولية وقرارات الأممالمتحدة وكل منظماتها التابعة لها. ونبه إلى أن إسرائيل باتت لا تبالي بالشجب والإدانة ولا بقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها مثل اليونسكو ومجلس حقوق الانسان وغيرها من المنظمات التي تطالبها بالكف عن كل ما يخالف القوانين والدولية والاتفاقيات والمعاهدات المتعلقة بالأرض المحتلة ومنها الانسحاب الكامل وعدم التغيير في التراث العالمي والانساني مهما كان شكله خاصة المهدد بالخطر وهي المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. وردا على سؤال هل باتت بيانات الشجب والاستنكار كافية إزاء ما يحدث في فلسطينوالقدس ؟ ، أجاب كنعان "بأننا لا نستغرب أبدا تمادي إسرائيل ومحاولاتها اليومية والمستمرة لاقتحامات الأقصى"..مؤكدا على أن بيانات الشجب والاستنكار والجواب البديهي لا تكفي على الإطلاق فإسرائيل لا تعرف إلا لغة القوة وللأسف الشديد فيه غير متوفرة لدى العالم العربي والإسلامي الذي يمكن أن يجبرها على تطبيق قرارات الشرعية الدولية الملزمة لها خاصة القرار 37 / 123 عام 1982. وأفاد بأن هذا القرار يطالب كل الدول الأعضاء في الأممالمتحدة بمقاطعة إسرائيل عسكريا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا إلى جانب اعتبارها دولة غير محبة للسلام ، قائلا "إن قبول إسرائيل كعضو في الأممالمتحدة أصلا كانت شريطة أن تكون دولة محبة للسلام من جهة وقبولها تنفيذها القرار 194 المتعلق بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم من جهة أخرى..ولكنها الآن أصبحت غير محبة للسلام ولم تنفذ قرارات الشرعية الدولية". وحول الانقسام الفلسطيني الفلسطيني .. قال كنعان "إن ما يدمي القلب ويبعث الحزن في النفس أن نرى خلافا يقع بين أهل القضية الرئيسيين وإن كانت هي قضيتنا جميعا كعرب ومسلمين ، لكن المعني الأول في هذه القضية هو الشعب الفلسطيني" ..متسائلا لماذا الخلاف وعلى ماذا خاصة في هذا الوقت الذي تحتاج فيه القضية إلى جمع الكلمة والصف؟. وشدد على أن ما يريده العدوان الإسرائيلي هو بقاء هذا الخلاف قائما ويريد أكثر من ذلك وهو الاقتتال بين الإخوة بعضهم مع بعض ، قائلا "إن ما تريده إسرائيل أكثر من هذه الهدية التي يقدمها الخلاف وعدم الاتفاق بين فتح وحماس". ودعا كنعان إلى ضرورة إنهاء الانقسام وتوحيد الصفوف نحو العدوان الإسرائيلي المستمر الذي يشجع بشتى الوسائل والطرق على فرقة الفلسطينيين بعضهم مع بعض وفرقة العرب وتشتتهم ودمارهم ما أمكنه ذلك ، بغية تحرير الأرض والمقدسات. وقال "لقد آن الآوان لقادة فتح وحماس أن يبعثوا الأمل في النفوس ويوحدوا كلمتهم ويتناسوا خلافاتهم إلى أن تحرر الأرض والإنسان الفلسطيني لأن الأجيال لن تذكر بالخير كل من يعمق الخلاف ويدعو له ويتمسك بكل ما يمكن أن يفرق بدل أن يوحد". وكان مستوطنون متطرفون قد اقتحموا اليوم مجددا باحات الأقصى من جهة باب المغاربة بحماية معززة من الوحدات الخاصة في الشرطة الإسرائيلية .. وقاموا بالعديد من الجولات داخل المسجد أدوا خلالها طقوسا تلمودية استفزازية.