أحرقت المئات من النساء اليمنيات براقعهن الأربعاء بالعاصمة صنعاء احتجاجا على القتل والانتهاكات التي يتعرضن لها في المظاهرات الاحتجاجية، على يد قوات الأمن والموالين لنظام الرئيس علي عبد الله صالح. وتجمعت مئات النساء في شارع الستين القريب من ساحة الاعتصام بحي جامعة صنعاء وجمعن البراقع، أو ما يطلق عليها باللهجة اليمنية "المقارم" أو "الحجاب"، ثم أشعلن النار فيها كرمز للاحتجاج - حسب قولهن. وترجع عادة إحراق المرأة لقطعة من ملابسها في اليمن إلى الموروث القبلي كرمز للاحتجاج والدعوة إلى مناصرتها في قضيتها، كما تعد آخر وسيلة تستخدمها المرأة اليمنية لطلب الاستغاثة والنجدة. وكانت مجموعة أطلقت على نفسها "حرائر اليمن" قد احتشدن صباح الأربعاء بشارع الستين حاملات لافتات تناشد المجتمع الدولي بتوفير حماية للنساء والأطفال ووقف تلك الانتهاكات، وتحث رجال القبائل اليمنية على الانضمام إلى الثورة ومناصرتهن بعد تعرضهن للقتل والاعتداءات المتكررة من قبل النظام في تعز وصنعاء وعدن وفي عدد من محافظات اليمن منذ بداية الثورة إلى اليوم وفقا للجنة المنظمة للوقفة الاحتجاجية. وبحسب بيان اللجنة المنظمة للوقفة الاحتجاجية، فإن "إحراق البراقع رمز للتحرر وإشعال ثورة هى مشتعلة منذ تسعة أشهر، ولتأكيد تمسك المرأة اليمنية بدينها وعاداتها وتقاليدها وأعرافها، وتحرقه لتشعل النار بسلمية ولتحفيز الجميع على الاستمرار الفاعل في الثورة حتى إسقاط القتلة ومحاكمتهم". وقالت نوال عباس، إحدى المشاركات في الوقفة الاحتجاجية: "خرجنا اليوم لنوصل رسالة إلى العالم بشكل عام وإلى رجال القبائل بشكل خاص، بأن حرائر اليمن انتهكت أعراضهن، وتم قتلهن من قبل نظام علي عبد الله صالح، داخل اليمن، ونتمنى من العالم أن يوفر الحماية للنساء والأطفال في اليمن". وكانت أعداد من النساء والأطفال قتلوا، خاصة في المناطق التي وقعت فيها اشتباكات وتبادل لإطلاق النار بين المؤيدين لثورة الشباب من رجال القبائل وبين القوات الحكومية، منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بإنهاء حكم الرئيس صالح الممتد منذ 33 عامًا.