تلقت سلطات مطار القاهرة الدولي مساء أمس، الاثنين، بلاغا باستهداف سيارة مفخخة لصالات المطار، وأن العملية الإرهابية ستتم في الساعات الأولى من فجر اليوم، الثلاثاء، وعليه أعلنت سلطات الأمن بمطار القاهرة حالة الطوارئ القصوى، وتم إغلاق كمين المطار ناحية منطقة الشيراتون، والذي يسبق وزارة الطيران المدني بمسافة بسيطة. الأحداث بدأت في الساعة الثامنة من مساء أمس، وذلك بعدما تلقى مكتب اللواء علاء علي، مدير أمن مطار القاهرة الدولي، بلاغا باستهداف المطار بعملية إرهابية تنفذها سيارة مفخخة تشبه عملية تفجير مديرية أمن القاهرة، وهو ما دفع القيادات الأمنية بالمطار للمبيت عقب رفع حالة الطوارئ، وتدعيم كمين الشيراتون بكلاب بوليسية قادرة على كشف المتفجرات والأسلحة، إضافة إلى نشر أكبر قدر ممكن من رجال المباحث للحصول على أي معلومات قد تفيد في مواجهة هذا العمل الإرهابي، والبدء في تنفيذ خطة الطوارئ المتفق عليها بغلق الكمين وتفتيش كل سيارة على حدة مع الاستعداد للتعامل المسلح في أي لحظة. ومع بزوغ الساعات الأولى من الفجر واستقرار الأوضاع دون حدوث أية عمليات تفجيرية، غادر عدد من القيادات الأمنية، مع استمرار حالة الطوارئ وغلق الكمين وتفتيش السيارات كل واحدة على حدة، إلا أن استمرار غلق الكمين أدى إلى تكدس السيارات وتعطل حركة المرور عند مدخل شيراتون المتجه إلى المطار، واستمرت الأزمة المرورية حتى الساعة الثامنة من صباح اليوم، مما دفع الركاب المتجهين إلى المطار للنزول من السيارات والسير على الأقدام حاملين حقائبهم للحاق برحلاتهم، ما أسهم في خلق أزمة جديدة قد تؤدي إلى مواجهة بين رجال الأمن والركاب الغاضبين المتأخرين على رحلاتهم، وهو ما دفع مدير الأمن لإصدار أوامره بفتح الكمين لتسهيل حركة المرور ووصول الركاب إلى صالات المطار للحاق برحلاتهم وتكثيف عمليات التأمين السرية داخل أروقة المطار وخارج مداخله، وتنفيذ ضربات أمنية استباقية ضد العناصر الإرهابية المسجلة. البلاغ لم يؤثر على حركة الركاب العادية فقط، بل أدى إلى تأخر الدكتور أشرف العربى، وزير التخطيط والتعاون الدولى، على رحلته المتوجهة إلى العاصمة اليونانية "أثينا" فى مستهل جولة له تشمل تونس وأمريكا والمكسيك لدعم سبل التعاون والاستثمار فى مصر خلال المرحلة المقبلة، حيث كان آخر راكب يصل إلى الطائرة، ولولا جهود رجال مكتب وزارة الخارجية بمطار القاهرة لفاتته الرحلة فعليا، حيث قاموا بإحضار سيارة "جولف" أقلته من صالة السفر إلى باب طائرته ليلحق بها في اللحظات الأخيرة. وكان لرجال الأمن بصالات المطار الداخلية دور آخر في تأمين وصول الركاب إلى رحلاتهم في مواعيدها، حيث تم تكثيف الخدمات المقدمة للركاب، وإنهاء إجراءات سفرهم في أقصر وقت ممكن للعمل على إقلاع الرحلات في توقيتاتها المحددة دون تأخر أو تأثير على حركة الطيران، وبالفعل حتى لحظة كتابة هذه الكلمات لم تتأخر رحلة واحدة عن موعد إقلاعها أو هبوطها، كما لم يتقدم راكب واحد بشكوى حول تأخر إنهاء إجراءات سفره. يشار إلى أن رجال أمن المطار يعملون حاليا على تمشيط جميع أروقة مطار القاهرة تأمينا للمطار والركاب والحفاظ على سمعة المطار الدولية التي لم تهتز على مدار عقود ماضية.