نقلت صحيفة "الشرق الأوسط " عن وزير الخارجية الاثيوبى الدكتور تيدروس أدهانوم قوله إن بلاده تصر على إجراء محادثات بشأن سد النهضة. وشدد ادهانوم عقب مباحثات أجراها مع وفد من الاتحاد الأوروبى على أن حكومة بلاده مصرة على إجراء محادثات مع مصر بشأن موضوع «سد النهضة»، وإيجاد حل لقضية مياه نهر النيل على أساس تحقيق المنفعة المتبادلة. جاء ذلك خلال اجتماع عقده أدهانوم مساء أول من أمس مع وفد من الاتحاد الأوروبي برئاسة أرنود دانجان عضو البرلمان الأوروبي ورئيس لجنة الشؤون الخارجية واللجنة الفرعية للأمن والدفاع. يذكر ان الأزمة بين البلدين قد تصاعدت بشكل حاد منذ عام 2011، عندما بدأت إثيوبيا في تشييد السد المزعوم على نهر النيل بكلفة 4.7 مليار دولار، على مسافة تتراوح ما بين 20 و40 كيلومترا جنوب الحدود السودانية مع إثيوبيا، ويتوقع اكتمال تشييده خلال عام 2017 ليكون أكبر سد أفريقي، وعاشر سد لإنتاج الكهرباء على مستوى العالم. من جهتها، صرحت السلطات المصرية بأن السد يهدد حصتها من المياه، التي تبلغ 55.5 مليار متر مكعب، بما يصل لأكثر من 10 %، كما سيؤدي أيضا إلى خفض كمية الكهرباء المولدة من السد العالي. ورغم التطمينات الإثيوبية، تتشكك مصر في قدرة السد الإثيوبي على الصمود، وتشير إلى إمكانية تعرضه للانهيار وانفلات كميات ضخمة من المياه تجاه كل من السودان ومصر قد تسبب أوضاعا كارثية في البلدين. وقال وزير الخارجية نبيل فهمي، إن «قضية مياه النيل لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تحل من جانب طرف واحد لأن من يسعى إلى حل من دون تفاوض يعرض الأوضاع للخطر»، مشيرا إلى أن هذا الموضوع يمس الأمن القومي المصري وهو بالغ التأثير والقوة وأن مصر جادة في إيجاد حلول تعاونية، تحقق لمصر مصالحها وتحفظ لإثيوبيا مصلحتها في الوقت نفسه. وأضاف فهمي، في تصريح له الأسبوع الماضي على هامش القمة العربية بالكويت، أن من يفكر ويطرح علينا مشروعا يمس الأمن القومي المصري عليه أن يفكر ويقدر بدقة وعناية تداعيات ذلك، منوها إلى أن «إثيوبيا لا تزال تناور وهذا ما يجعلنا حتى الآن لم ندخل في مرحلة التفاوض الجاد بعد، ونحن نتعامل بشكل علني وهدف الضغط السياسي العلني هو دفع الأطراف للتفاوض وليس الدخول في نزاع". ووزعت مصر على الدول المشاركة في القمة مذكرة تفصيلية توضح فيها موقفها من «سد النهضة»، ونتائج المحادثات التي دارت بينها وبين إثيوبيا بشأنه. على جانب اخر نقل بيان لوزارة الشؤون الخارجية الإثيوبية عن أدهانوم تأكيده لوفد البرلمان الأوروبي، أن بلاده «تقوم ببناء مشروع سد النهضة على نهر النيل من أجل التخفيف من مشكلة الفقر لديها وكذلك الكهرباء».