أعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنه سيسحب حزب الله من سوريا إذا ما أصبح رئيسا للبنان، مشيرا إلى أن لبنان بحاجة لرئيس يملك برنامجا سياسيا واضحا . وأعرب جعجع في حوار مع قناتي "العربية" و"العربية الحدث"، أن "يتمكن النواب من الالتزام بالمهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، (التي تنتهي في مايو) ، وقال "نحن نضع كل جهدنا ليحصل الاستحقاق على أفضل ما يكون". وعن ترشحه للانتخابات الرئاسية اللبنانية، قال جعجع: "أنا مرشح طبيعي لرئاسة الجمهورية بمعنى أنني رئيس الحزب الأكثر شعبية عند المسيحيين كما تشير كل استطلاعات الرأي، وبالتالي من الطبيعي أن يكون اسمي متداولا كمرشح رئاسي بين الأسماء المطروحة، ولكنني أنتظر اللحظة المواتية للاعلان الرسمي عن هذا الترشيح". وعن التمديد للرئيس ميشال سليمان، أجاب: "ان الرئيس سليمان بنفسه صرح في اليومين الماضيين أنه ليس في وارد التمديد، كما ان التمديد يحتاج الى ثلثي مجلس النواب، وفي حال توفر هذا النصاب نذهب مباشرة لانتخاب رئيس جديد، كما أنني ضد الاستثناء سواء التمديد لرئيس الجمهورية او تعديل الدستور لتمكين موظفي الفئة الأولى من الوصول الى رئاسة الجمهورية، اذ يجب استبعاد الاستثناءات لنصل الى انتخابات رئاسية في ظرف طبيعي ومنطقي في ظل نظام كنظامنا الدستوري". وعن الغزل السياسي مع "حزب الله"، قال جعجع "أننا لسنا حلفاء مع "حزب الله" بل نحن على طرفي نقيض في السياسة، ولكن موقفنا كان دائما أنه يجب ان نتحاور لنصل الى النتيجة المرجوة، واي حوار يحتاج الى منطلقات أولها الدستور والقوانين وثانيها الجدية، وحتى الساعة وانطلاقا من كل الحوار مع "حزب الله" لم يتبين ان "حزب الله" جدي في مسألة الحوار، وقد قاطعنا جلسات الحوار الوطني في العام 2012 بسبب عدم جدية حزب الله". واردف: "هناك واد سحيق يفصل بيننا وبين "حزب الله"، فاذا تمكن الحزب من ردم هذا الوادي طبعا لا مانع لدينا من التحالف معه حين يغير ايديولوجيته وعقيدته"، مشيرا الى أنه "حتى لو تحالف "التيار الوطني الحر" بزعامة العماد ميشال عون و"تيار المستقبل"، فمن المؤكد أننا لن نتحالف مع "حزب الله" كردة فعل". واعتبر جعجع أن "الأمل في تسمية تيار المستقبل العماد ميشال عون كمرشح للرئاسة معدوم تماما". ونفى جعجع أن "تكون العلاقة مقطوعة مع تيار "المستقبل" ومع رئيس التيار رئيس وزراء لبنان سعد الحريري"، مشيرا الى ان "العلاقة بين "المستقبل" و"القوات" قد تمر ببعض التوترات في النقاش حول بعض المواضيع ولكن التحالف مستمر داخل 14 آذار. وعن الكلام حول تقارب سعودي - أمربكي لانتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية، قال جعجع "لو أراد اللبنانيون أن يكون الاستحقاق الرئاسي لبنانيا مئة بالمئة فهم يستطيعون ذلك، ولكن واقع الأمور ليس كذلك، اذ ان بعض الجهات السياسية تتخذ قراراتها من الخارج". وعن علاقته بالمملكة العربية السعودية، أكد جعجع "ان العلاقة مع المملكة بأفضل حال، وفي ذكرى 14 آذار هذا العام ما كدت انتهي من خطابي حتى تلقيت اتصالا هاتفيا من أحد كبار المسؤولين في المملكة ليبدي رأيه إيجابا بهذا الخطاب، ونحن على تواصل دائم مع سفير السعودية في لبنان ومع كل المسؤولين في المملكة تبعا للظروف". وعن الأصوات التي سترجح كفة التصويت داخل البرلمان في حال كان مرشحا الرئاسة هما عون وجعجع، أجاب: "هي تقريبا عشرة أصوات من الذين يعتبرون في الوسط، ومن ضمنهم كتلة النائب وليد جنبلاط والمستقلون في طرابلس". وعما اذا كان جنبلاط سيصوت له أو لعون، قال جعجع: "أعتقد ان خطوات النائب جنبلاط السياسية متعلقة بحسابات سياسية كبيرة، وهو يأخذ قراره على ضوئها". وعما اذا كان من مصلحة "حزب الله" و"تيار المستقبل" مجيء رئيس قوي الى سدة الرئاسة، أكد جعجع أنه "من مصلحة الجميع على الاطلاق ان يكون لنا رئيس قوي فعليا يعيد للجمهورية تألقها وقوتها بعد طول غياب، ماذا وإلا سيستمر الوضع في لبنان على ما هو عليه، هذا ان لم يتجه الى ما هو أسوأ، وهذا ليس لمصلحة أحد على الاطلاق". وأشاد جعجع بمواقف الرئيس ميشال سليمان و"قوته في الرئاسة ولكن بمجرد أنه كان توافقيا فهو لم يكن يملك امكانية التحرك، وقد صرح بذلك أنه كان رئيسا توافقيا وبالتالي كان عليه أن يأخذ بعين الاعتبار مواقف كل الفرقاء، فأي رئيس توافقي يعني رئيسا لا يستطيع أن يكون لديه مشروع سياسي بغض النظر عن قوة أو عدم قوة شخصيته". وأضاف أنه حين يوجد رئيس يطرح الأمور بوضوح، كل الفرقاء سيأخذون برأيه اذ لا يمكن لأحد ان يتجاهل رأي رئيس الجمهورية والجمهورية باكملها، ولهذا هناك كثيرون يجتهدون ألا يكون هناك رئيس قوي لكي لا يكون هناك جمهورية قوية". ولفت إلى أن صلاحيات رئيس الجمهورية لا يستهان بها كما أن صلاحياته الأساسية معنوية، والبعض يعتبر ألا صلاحيات لرئيس الجمهورية لأنه لم يأت منذ إتفاق الطائف رئيس فعلي، وهذه المرة سنسعى للاتيان برئيس قوي وحينها نرى ان كانت لديه صلاحيات ام لا". وعن الوضع الأمني في لبنان ولا سيما في طرابلس وعرسال.. عزا جعجع سبب المشكلة الأساسية الى "قتال "حزب الله" في سوريا وبالتالي أدخل لبنان في حمى الحرب السورية مما دفع بعض المجموعات في المعارضة السورية الى اللحاق ب"حزب الله" الى لبنان والقيام بعمليات في بعض المناطق نحن نستنكرها تماما، فلماذا قبل مشاركة الحزب في القتال قبل ستة أشهر في سوريا لم يكن هناك من سيارات مفخخة تنفجر في الضاحية او هنا وهناك؟". وفي الشأن السوري، رفض جعجع مقولة "ان "داعش" و"النصرة" هما البديل عن النظام في سوريا، بدليل أنه في بلدان الثورات العربية أي مصر، تونس وليبيا لم يستطع الاسلام السياسي ان يصمد وها هي تتجه اليوم نحو أنظمة مدنية، وبالتالي هذا كلام غير صحيح لا ينطبق على أرض الواقع". وتوقع جعجع أن "تطول الأزمة السورية إلا اذا حصلت تغييرات اقليمية ودولية"، مشددا على أن "لا حظ لبقاء بشار الأسد في الحكم".