قال وزير الخارجية نبيل فهمي: "لا شك أن حدوث ثورتين شعبيتين عظيمتين وما يواجهه الوطن من تحديات خطيرة في هذه المرحلة المفصلية من تاريخه تفرض علينا صياغة وتبني رسالة دبلوماسية جديدة تتفاعل مع هذه التحديات المعاصرة وتتطلع إلى المستقبل، وهى مسئولية ملقاة على عاتقنا جميعا ونأمل في صياغة عناصر أساسية لهذه الرسالة لطرحها للحوار الداخلي والتفاعل فيما بيننا لتحديد الوجهة التي يتعين أن نسير فيها نتعامل مع التحديات القائمة وتستشرف المستقبل بعين ثاقبة يحكمها اعتبار وحيد هو المصلحة العليا للوطن". وأضاف فهمي أنه "من منطلق المكاشفة، يجب أن نقف مع أنفسنا لنقيم بكل أمانة ما أنجزناه في الفترة الأخيرة، وأن نستدرك أخطاء الماضي، ولتعلموا أن طبيعة هذه المرحلة الاستثنائية من تاريخ بلدنا تفرض عليكم أن تكونوا على قدر هذه التحديات، وأن تواكبوا – بل أن تتجاوزوا - طموحات شعبكم فيكم لتظل مصر دائما نموذجا حضاريا يحتذى به وقلب العروبة والعالم الإسلامي التي تفخر بانتمائها الأفريقي، ولتستمر في عطائها المستمر للبشرية جمعاء من خلال تقديم نموذج ديمقراطي يجمع بين الأصالة والمعاصرة وينشر قيم الاعتدال والتسامح". جاء ذلك خلال احتفال وزارة الخارجية اليوم، السبت، بذكرى "يوم الدبلوماسية المصرية"، وذلك بحضور لفيف من وزراء الخارجية السابقين والسفراء والدبلوماسيين من بينهم الدكتور نبيل العربي، أمين جامعة الدول العربية، وعمرو موسى والسيد محمد العرابي ومحمد كامل عمرو. وتم خلال الاحتفالية تكريم لفيف من السفراء المحالين إلى التقاعد اعتزازا بدورهم فى العمل الدبلوماسي وخدمة مصالح مصر الوطنية. كما ألقى وزير الخارجية نبيل فهمي كلمة في هذه الذكرى، وطالب في بدايتها الحضور بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح الشهداء من رجال القوات المسلحة والشرطة والمدنيين الأبرياء الذين دفعوا حياتهم ثمنا للدفاع عن الوطن ومصالحه، وعلي شهداء الدبلوماسية المصرية على مدار العقود الماضية. وتوجه فهمي خلال كلمته بكل الشكر والتقدير لجميع أجهزة الدولة المصرية التي تتعاون مع الوزارة في نقل رسالتها للخارج من خلال جميع أشكال التمثيل الفني في الخارج بما في ذلك التمثيل التجاري والثقافي والإعلامي و العمالي والزراعي والطبي. وأكد الوزير أن الدبلوماسية المصرية أخذت تقاليدها المتوارثة على عاتقها منهجا خلال مراحلها المختلفة لمواكبة تطورات الحقب التى مرت بها من خلال تسلحها بكوادر وطنية خالصة وتدريبها وتقييم أدائها أولا بأول لتؤهلها من أجل الدفاع ورفعة مصالح مصر.