صرح وزير شئون الأسرى والمحررين عيسى قراقع بأن إسرائيل تحاول التهرب وإخفاء ممارستها التعسفية بحق الأسرى الفلسطينيين بالسجون الاسرائيلية. واعتبر قراقع - فى اتصال هاتفى بوكالة أنباء الشرق الأوسط - موقف وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان بعدم السماح لبعثة البرلمان الأوروبى زيارة السجون هو تحد للقرار الاوروبى وللمجتمع الدولى فى محاولة لإخفاء الحقائق عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تمارس بحق الأسرى. وقال قراقع إن قرار ليبرمان يعد استهتارا بالمجتمع الاوروبى، فقد اتخذ البرلمان الاوروبى قرار تشكيل لجنة تقصي الحقائق في شهر فبراير 2013 إثر استشهاد الأسيرعرفات جرادات فى سجن مجدو الاسرائيلى. وقال "اسرائيل بذلك تحاول إخفاء جرائم حرب وانتهاكات تمارسها بحق الاسرى الفلسطينيين ولا تريد من الجانب الدولى أو الأوروبى الاطلاع على هذه الانتهاكات". وفيما يتعلق بالقرار الاوروبى والزيارة المرتقبة خلال الشهر الجارى فى فلسطين، أشار قراقع الى أن هناك تطورا فى الموقف الاوروبى قائلا " كنا قد طالبنا سابقا الذهاب الى السجون الاسرائيلية والاطلاع على اوضاع السجون والتعامل تجاه الاسرى وخاصة تجاه الاسرى المرضى ومايتعرضون له من أوضاع انسانية صعبة". وأضاف أن التحرك المستمر والاتصالات المتواصلة وضع البرلمان الاوروبى فى هذه التفاصيل وما يحدث فى السجون خاصة تجاه المرضى الاسرى وتجاه الاطفال وتجاه الاسرى المعتقلين فى أقبية التحقيق. وأكد قراقع كل هذه القضايا أثرت كثيرا فى الاتحاد الاوروبى حيث وصل الى أن اتخذ قرارا مهما وربما تكون أول مرة أن يتخذ الاتحاد الاوروبى هذا القرار بأن يرسل لجنة برلمانية الى الاراضى المحتلة للتحقيق فى أوضاع المعتقلين، قائلا إنه موقف إيجابى يجب أن يبنى عليه ويجب أن يتطور أكثر". وعن توقعاته بشأن الموقف الأوروبى إزاء الرفض الاسرائيلى، قال قراقع "الاتحاد الاوروبى عليه الان أن يتخذ قرارا سياسيا ازاء هذا الرفض".. واقترح أن يتوجه الاتحاد الاوروبى لطلب اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة حول الأسرى إذا منعت إسرائيل اللجنة من القيام بعملها وكذلك دعوة الجمعية العامة إلى اسرائيل لاستقبال لجان تحقيق دولية حول أوضاع السجون المعتقلين فى السجون الاسرائيلية. وكان قراقع قد صرح بأن لجنة تقصي الحقائق التي شكلها البرلمان الأوروبي سوف تصل فلسطين في 19 مارس الجارى ولمدة ثلاثة أيام.. ومن المفترض أن تزور اللجنة عددا من السجون الإسرائيلية ومراكز التحقيق كالمسكوكبية وسجن عوفر العسكري ومستشفى الرملة وسجن الشارون للأطفال وزيارة المحاكم العسكرية الإسرائيلية للاطلاع على ظروف الأسرى وأوضاعهم الإنسانية والمعيشية. وأوضح أن اللجنة سوف تلتقي بالمؤسسات الحقوقية والإنسانية وبشخصيات سياسية من كلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بما في ذلك وزير الأسرى وصائب عريقات وحنان عشراوي، وكذلك ستلتقي رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الأراضي المحتلة ومع منظمة 'اليونيسيف' ومع مؤسسة "بتسيلم" كما ستلتقي من الجانب الإسرائيلي وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني ومع وزير الداخلية الإسرائيلي ومع عدد من الدبلوماسيين وأعضاء من الكنيست الإسرائيلية. وكان وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان رفض بالأمس السماح للبعثة الأوروبية، بزيارة الأسرى الفلسطينيين في السجون لبحث أوضاعهم الصعبة. وكانت صحيفة "يديعوت احرونوت" قد ذكرت أمس الجمعة أن رئيس لجنة الخارجية في البرلمان الأوروبي المير بروك، كان قد توجه إلى سفير إسرائيل لدى الاتحاد، طالبا منه ترتيب زيارة لوفد من البرلمان، إلى الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، للاطلاع على أوضاعهم. وأشارت الصحيفة إلى أن ليبرمان رفض الطلب، وقال: "سنسمح بالزيارة لكن إذا سمحت دول الاتحاد الأوروبي لوفد إسرائيلي بزيارة السجون في أوروبا".