أنكر الكاتب الأمريكي يوجين روبنسون موقف العديد من خبراء السياسة الخارجية ممن أعلنوا صدمتهم من التماس روسيا الذرائع لاجتياح دولة صغيرة مثل أوكرانيا، قائلا إن هؤلاء المصدومين يبدون كما لو أنهم فقدوا الذاكرة. وعاد روبنسون، في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست- بالذاكرة إلى عام 2003 الذي شهد الاجتياح الأمريكي للعراق، متسائلا عما إذا كان هؤلاء المصدومون قد نسوا هذا الحدث المؤسف؟ - حسب وصفه - . وقارن روبنسون بين ذريعة الرئيس الروسي بوتين لاجتياح شبه جزيرة القرم جنوبي شرق أوكرانيا - من أن ذوي الأصول الروسية معرضون للتهديد، بذريعة إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش إبان اجتياح العراق - من أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كان يمتلك أسلحة دمار شامل.. ووصف روبنسون جميع هذه الذرائع بالمزاعم الخاوية. وأنكر الكاتب الأمريكي كذلك على واشنطن إدعاءها في الأزمة الأوكرانية الراهنة بأنها مصرة على الاحترام المطلق للدول ذات السيادة. ولفت إلى أن العراق سبقه أفغانستان، وقبل هذه كانت حرب الخليج العربي، وحرب بنما، وحرب جرينادا. ونبه إلى أنه بينما يدين الكثيرون في واشنطن اعتداء موسكو على كييف، فإنهم لا ينكرون في المقابل الاحتفاظ بحق إطلاق صواريخ أمريكية مدمرة على باكستان واليمن والصومال وغيرها من الوجهات. وعلق روبنسن على التوعد الأمريكي لروسيا بفرض العقوبات حال مضي الأخيرة في الاجتياح، قائلا إنه لا معنى للتهديد طالما أن العالم كله يعلم أنه لا توجد نية لتنفيذه. وأكد على أنه لا توجد مصداقية للتهديد العسكري الأمريكي ضد بوتين على نحو يجبر الأخير على الانسحاب من شبه جزيرة القرم. وفيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية، رأى روبنسون أن التلويح بها أسهل من تنفيذها، لافتا إلى اعتماد الاتحاد الأوروبي على روسيا في الكثير من احتياجاته من الغاز الطبيعي ، وهي حقيقة تعزز من موقف بوتين..بمعنى أعم ، إن بوتين بات يعلم جيدا أنه لا يوجد توجه جاد في أوروبا لعودة الحرب الباردة.