* بدأت تجربة تطبيقه في مركز صدفا بأسيوط * مواطن: لا يوجد أي خطورة من وجود وحدة البيوجاز في المنزل * محافظ أسيوط: مشروع "البيوجاز" يساهم في استغلال مصدر متجدد للطاقة ظهرت تجربة "البيوجاز" في قرية "أولاد إلياس"، إحدي قري مركز صدفا في أسيوط، لتمثل طوق النجاة لحل أزمة البوتاجاز في الصعيد.. التجربة تنفذها وزارة البيئة بالتعاون مع المحافظة من أجل توليد الطاقة والحصول علي سماد عضوي لتسميد الأراضي الزراعية من روث الماشية.. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل يمكن أن نقضي علي أزمة البوتاجاز من خلال تعميم التجربة خاصة وأنه لا يكاد يخلو منزل بقري الصعيد من الماشية التي تقوم عليها التجربة. ففي قرية أولاد إلياس وتحديدا خلف المجلس القروي يقع منزل الحاج محمود محمد مصطفي، أحد أصحاب التجربة الذي قال قبل الثورة جاءت مجموعة من خبراء وزارة البيئة والتقوا مسئولي الوحدة المحلية لاختيار 50 منزلا لإقامة المشروع عليها، وبالفعل تم الاستقرار علي اختيار منزلي وآخرين لتنفيذ التجربة بها، وعندما قامت الثورة أخرت تنفيذ المشروع عدة أشهر، ليبدأ التنفيذ الفعلي في أول 2013 وقتها تم إنشاء وحدات البيوجاز - عبارة عن مبني في الأرض قطره 180 سم علي عمق 2 متر أو 4 أمتار أو 6 أمتار - ويتم بناؤه بالطوب والأسمنت والرمال وزلط معين يأتي من الفيوم. يشرح الحاج محمود بمزيد من التفاصيل عن شكل وحدة البيوجاز بمنزله وكيف تم إنشاؤها قائلا: الوحدة عبارة عن حفرة بعمق 6 أمتار وقطر 2 متر تقريبًا، وبدأت الإنشاءات بواسطة بنّاءين من الهند بالتعاون مع آخرين من محافظة الفيوم وقرية أولاد إلياس، وبعد شهرين تم الانتهاء من الإنشاءات وتجهيز الوحدة، وتركيب الخراطيم بها، وتجهيزها للعمل وملؤها بحوالي 2 طن من روث الماشية، وتغطيتها لمدة 15 يومًا لتفاعل الغازات بها، وبعد هذه الفترة يتم تزويد الوحدة بحوالي 150 كجم من الروث ومثلها من الماء بشكل يومي، علي أن يتم تخليط هذه الكميات في الحوض الذي يتم فيه سكب هذه المواد لبدء التفاعل والحصول علي الغاز. يضيف: تم إحضار بوتاجاز من قبل القائمين علي المشروع بشعلتين فقط مصنّع في الهند لتشغيل التجربة عليه، حيث تم توصيل الخراطيم التي تخرج من الوحدة به للحصول علي الطاقة "النار".. كنت أستخدم 3 أنابيب شهريًا ولكن حالياً لا أجلب أنابيب نهائيًا، ووفر لي هذا المشروع مبالغ مالية كبيرة في ظل وجود أزمة البوتاجاز التي يمكن أن نقضي عليها من خلال تعميم هذا المشروع الذي لا يتكلف أكثر من 3 آلاف جنيه كتكاليف لإنشاء الوحدة. أما محمد عبد الرحمن، صاحب تجربة أخري، يقول: لا يوجد أي خطورة من وجود الوحدة في المنزل فحتى لو قطعت الخراطيم الناقلة للغاز فإنه لن يشتغل ولا يتسبب في حرائق فهو آمن تماما، أما بالنسبة للسماد المنتج من الوحدة التي عمقها 6 أمتار يكفي لتسميد 5 أفدنة أما الوحدات الأصغر تسمد عدد أفدنة أقل. ويضيف: السماد المنتج من الوحدة من أجود أنواع الأسمدة، ولقد قمت بتجربة فعلية من أجل التأكد من ذلك، حيث قمت بتسميد محصول الرمان بهذه الأسمدة، وكانت النتيجة جيدة جدًا، حيث كان إنتاج محصول الرومان هذا العام أفضل من العام السابق، كما قمت بتجربة السماد مرة أخري لأتأكد من فاعليته، حيث وضعت سماد عضوي لشجرة جوافة، وأخري لم أضع لها سماد، فكانت ثمار الشجرة التي وضعت لها السماد أكثر وأفضل من الأخري. وحول مدي استخدامه لأنابيب البوتاجاز بعد تركيب الوحدة يقول: لقد استغنيت بشكل كبير عن اسطوانات البوتاجاز التي يوزعها التموين للحصول علي الاسطوانات، واكتفيت بما تنتجه الوحدة من غاز لاستخدامه في أغراض المطبخ. أما الدكتور نادر شحاتة، رئيس جهاز شئون البيئة بأسيوط، فيقول إن المرحلة الثانية للمشروع تم البدء في تنفيذها في قريتي كوم أسفحت والنخيلة وسيتم التوسع في إنشاء عدد الوحدات بها لتصل إلى 1500 وحدة جديدة لمنازل المواطنين في هذه القرى بتكلفة تصل إلى 7 ملايين جنيه بالمشاركة بين الأهالي ووزارة البيئة بدعم من الأممالمتحدة، مشيرًا إلي أن هيئة التصنيع قامت بتصنيع بوتاجاز مثل الذي تم استيراده من الهند.. ليس هذا فقط بل قام مصنع في المدينة الصناعية ببني غالب بمركز أسيوط بعمل أفران وسخانات تعمل علي وحدة البيوجاز وفي القريب سوف تتم تجربتها علي الوحدات التي تتم إقامتها. وأشار المهندس أحمد مدحت، مدير مشروعات الطاقة الحيوية بوزارة البيئة، إلي أن أهمية المشروع ونجاح تنفيذه السابق فضلاً عن الدعم الكامل المقدم لتنفيذه بحيث لا يتكلف الفلاح والمزارع أي مبالغ مالية.. وفي نفس وقت قضاؤه علي مشكلات عدم توافر البوتاجاز وتحقيقه لربح اقتصادي وحماية بيئية وصحية لأسرهم، حيث تعتمد فكرة المشروع علي كيفية الاستفادة من القمامة ومخلفات الماشية في توليد غاز البيوجاز الذي يمكن استخدامه لتشغيل الأجهزة المنزلية كالسخانات والبوتاجازات وأفران الطهي. ولفت "مدحت" إلي قيامه بعرض فكرة المشروع في مجلس المحافظين المنعقد خلال شهر فبراير الحالي برئاسة الدكتور حازم الببلاوى، رئيس مجلس الوزراء، وبحضور الدكتورة ليلى اسكندر وزير البيئة وعدد من الوزراء المعنيين وتم خلاله إصدار قرار بالتنسيق مع كافة المحافظات لتنفيذ وحدات بيوجاز منزلية بدعم من وزارة البيئة فى إطار أنشطة المشروع. وأضاف مدير المشروع أن الوحدات التى ينفذها المشروع ورؤيته للتنسيق ما بين الوزارات ومؤسسات الدولة المختلفة إضافة إلى التعاون مع مؤسسات المجتمع المدنى والمراكز البحثية فى الجامعات المصرية للوصول إلى برنامج وطنى متكامل لتكنولوجيا الطاقة الحيوية فى مصر، منوهًا لدور كل من وزارة الإسكان ووزارة التنمية المحلية والمجالس القومية المتخصصة كالمجلس القومى للمرأة والجامعات المختلفة فى التنسيق مع وزارة البيئة كل فيما يخصه وفقا للرؤية التى وضعها المشروع وعرضت على المجلس. ويرى اللواء إبراهيم حماد، محافظ أسيوط، أن مشروع "البيوجاز" يساهم في استغلال مصدر متجدد للطاقة وتحفيز التنمية الريفية بطريقة غير مركزية، بالإضافة إلى تحويل المخلفات إلى طاقة وهى طريقة مثلى للإدارة البيئية السليمة للمخلفات، ويتمركز المشروع في تحويل المخلفات إلى طاقة ينتج عنها سماد عضوي له قيمة مغذية كبيرة تفيد الفلاح، وتحويل المخلفات العضوية إلى طاقة يوفر من استهلاك البترول ويخفض من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.