سكان منطقه عشش ”الغلبونى “ بمنطقة المكس بالإسكندرية حائرون بين المحافظة التي تتجاهلهم وتهمل شكاواهم المتكررة من انتشار أعمال السرقة والبلطجة بالمنطقة التابعة لحى غرب، بسبب عدم وجود نقطه شرطة منذ 30 عاما، وزيادة الإيجارات التي تفرضها عليهم المحافظة، وتكرار انقطاع المياه، مؤكدين أنهم ليسوا عشوائيين ولا يمكن لأحد طردهم ،وبين الجهات المسئولة خاصة وزارة السياحة ومحافظة الاسكندرية التي بدأت اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لإزالة المنطقة بدعوى أنها منطقة عشوائية، و تم بناؤها فوق الآثار الرومانية مما يعرض الآثار للخطر. تقرير المجلس الأعلي للآثار عام 2010 يشير إلى أن منطقة عشش الغلبوني تحوي في باطن أرضها كمية كبيرة من بقايا مدينة الإسكندرية القديمة مطالبا بإزالتها ، ولكن الأجهزة التنفيذية بالمحافظة فشلت في إزالة العشش المبنية فوق تلك الآثار منذ أكثر من 20 عاما، بعد إعلان الاهالي أنهم لن يخرجوا من تلك العشش إلا على جثثهم. وتقول حنان بركة من سكان عشش المكس وعضو مجلس محلى المحافظة:” سكان العشش يعانون من الزيادة الكبيرة للإيجارات التي تفرضها المحافظة على أصحاب العشش، في حين أن دخل الأهالى لايكفى لدفع تلك المبالغ الكبيرة، ورغم أن المكس من أهم المناطق بالإسكندرية، لكن لا أحد يهتم بها، ويطلقون عليها مصطلح ” العشوائيات“، على الرغم من أنها ليست من العشوائيات بل هي منطقه عبارة عن شاليهات صغيرة أو عشش كما كان يطلق عليها منذ أكثر من 40 عاما، وتحتاج إلى اهتمام من الدكتور أسامه الفولي محافظ الاسكندرية. ويقول محمد علي من أهالى المنطقة:" أنا أعانى من ارتفاع الإيجارات التي تفرضها عليٌ المحافظة حيث يتم تحديد إيجار للمتر 100جنيه وتساءل كيف أدفع تلك المبالغ بعد إضافة القيمة الكاملة للأمتار مؤكدا أن قيمة إيجار المتر مبالغ فيها لدرجة عالية حيث اننى املك عشة تبلغ حوالي 80 مترا فسوف يكون إجمالى المبلغ 80ألف جنيه . ويكمل علي حديثه : أعيش هنا منذ أكثر من 20 عاما ومن حقي ألا أدفع إيجارا من الأساس حيث اننى لا أملك تلك المبالغ ونريد من المحافظ أسامة الفولي أن يخفض لنا تلك المبالغ الكبيرة حتى نتمكن من دفعها ، مؤكدا أننا لسنا عشوائيين رغم عن أنف الحكومة ولا يجب مقارنتنا بمأوى الصيادين ولا يتمكن احد من طردنا من منازلنا. ويضيف محمد عبدالبارى من سكان المنطقة:” بعد أن كانت منطقتنا من أجمل أحياء الإسكندرية، تحولت مع مرور الوقت إلى اسطبلات للخيول وعربات الكارو وزرائب للخراف، ووصلت بهم الدرجة لتحميم الخيول في مياه البحر مثل البشر، فضلا عن إلقاء فضلاتهم في المياه، مما أدى لانتشار الذباب والبعوض والروائح الكريهة، دون أن يتحرك أحد في وزارة البيئة أوالسياحة لزيارة المكس ومشاهدة الحالة التي وصلت إليها. وتحكي حمدية السيد عن معاناتها قائلة:” أقيم هنا منذ 30عاما، وفوجئت منذ أسبوعين بأحد الأشخاص من الحي يخبرني بأنه سيصدر قرارا بإخلاء العشش حتى تتمكن المحافظة من الهدم والإزالة، بدعوى أننا عشوائيون وليس لنا الحق في الأرض التابعة لهيئة ميناء الإسكندرية . وتضيف حمدية وأكد لي الموظف أن هذه المنطقة يوجد تحت أرضها آثار رومانية منذ آلاف السنين، وأن وزارة السياحة سبق أن أصدرت توصية بهدمها وإزالتها حتى تقوم هيئة الآثار بالتنقيب عن الآثار واستخراجها، وتحويلها إلى مزار سياحي يعود على الدولة بمئات الملايين. وقالت حمدية: ”هل يصح أن يكون ثمن سعادة الأجانب والسياح هو شقاءنا وتعاستنا وطردنا من العشش التي تؤوينا نحن وأولادنا،وأين تذهب أكثر من 30الف أسرة بعد إزالة العشش . من جانبه أكد اللواء محمد عبد القادر رئيس حي غرب ل ” صدي البلد“ أن منطقة عشش المكس والمعروفة باسم ” الغلبونى “ إحدى أكبر المناطق العشوائية بالمحافظة، وضع بعض الأهالى أيديهم على أرضها منذ مايقرب من 40 عاما وبنوا بيوتا من الطوب الأسمنتى، فيما بنى آخرون عششا من الصفيح، دون أي سند قانوني يفيد ملكيتهم لتلك الأراضى، فضلا عن سرقة المياه والكهرباء ، وهو ما ليس من حقهم ، مشيرا إلى أن المحافظة ستقوم بالتعاون مع الحي بإزالة تلك المنطقة العشوائية، حفاظا علي الآثار الرومانية القديمة. من جانبه قال الدكتور أسامة الفولي محافظ الإسكندرية في تصريحات خاصة ل” صدي البلد“ إن المنطقة ملك لهيئة ميناء الإسكندرية، وتعتبر من أهم المزارات السياحية لكونها تتميز بجمع كم كبير من الآثار الرومانية الموجودة في باطن الأرض، لافتا إلى أنه سيخاطب وزارة السياحة، لإصدار قرارات الهدم والإزالة للمنطقة. وأشار إلي أن الإزالة ضرورية لكي تتمكن وزارة السياحة والمجلس الأعلى للآثار من التنقيب عن الآثار الموجودة في باطن الأرض، والمهددة بالانهيار، وإذا انفجرت ماسورة صرف صحي فسوف تغرق الآثار الرومانية الموجودة هناك منذ آلاف السنين حتى تستفيد منها الدولة والسياحة، لافتا إلى أنه بعد هدم وإزالة تلك العشش، سيتم صرف تعويضات للأهالى من قبل هيئة الآثار، وتوفير مساكن بديلة لحوالي 450 أسرة من سكان عشش” الغلبونى“.