بعيداً عن وسائل الإعلام عاد إلى (تل أبيب) سفير إسرائيل لدى القاهرة، يعقوب إميتاي ،متوجها إلى بلاده للمرة الأخيرة كسفير لها في مصر حيث كان يشغل المنصب منذ عام 2011 . وصاحب السفير فى المطار، قنصل سفارته وسط حراسة مشددة, حيث غادرا سويا من قاعة كبار الزوار . وكانت لجنة التعيينات في وزارة خارجية اسرائيل، قررت تعيين سفير جديد لها في القاهرة وهو الدبلوماسي حاييم كورن إلا أنها تأخرت في إرسال أوراق اعتماده ولا يزال المسئولون في انتظار موافقة الجانب المصري على تعيين سفير جديد بالقاهرة . كورن يشغل حالياً منصب سفير "اسرائيل" لدى جنوب السودان وشغل في السابق العديد من المناصب في وزارة الخارجية الاسرائيلية، وعمل أيضا مديرا لدائرة الشرق الاوسط في الوزارة، كما شغل مناصب عدة في ممثليات "إسرائيل" في الولاياتالمتحدة، وفي نيبال وفي مصر نفسها. كورن متزوج وأب لثلاثة أبناء ويسكن في مدينة القدس، ويتحدث عدة لغات من بينها العربية والانجليزية والتركية والهنجارية وقليل من الفارسية. وكانت تل أبيب رشّحت كورن في السابق سفيرا لها في تركمانستان، إلا أن الخارجية التركمنستانية أبلغتها حينذاك، أن تعيين الدبلوماسي كورن سفيرا لديها ، غير مقبول بالنسبة لها. حاييم كورن سفيرًا جديدًا ل"إسرائيل" بالقاهرة، وهو ضابط سابق في لواء جولاني، وهو اللواء الذي احتل هضبة الجولان والضفة الغربية في حرب 1967 . وشغل "كورن" العديد من المناصب في قنصلية "إسرائيل" بشيكاغو ونيبال والإسكندرية، كما ترأس لجنة رئيس موظفي وزارة الخارجية وقاد صراعا لإصلاح عملية تعيين السفراء بالخارج. تولى منصب رئيس قسم التخطيط الاستراتيجي بوزارة الخارجية، وهو القسم الأكثر أهمية في عملية رسم خريطة الأمن الخارجي. وفي عام 2011 تم تعيينه سفيرًا ل"إسرائيل" في تركمانستان، لكن تم إلغاء تعيينه بعد أن رفضت عشق آباد استقباله معتبرة إياه عميلاً لجهاز الاستخبارات الصهيونية الموساد، يهدف وجوده إلى جمع المعلومات عن إيران الجارة الجنوبيةلتركمانستان. وفي يناير 2012 تم تعيينه سفيرًا ل"إسرائيل" بجنوب السودان، وهناك قاد الرجل مهمة تحويل الدولة الوليدة إلى مستعمرة وهو ما يعترف به في إحدى الحوارات النادرة التي أجراها معه الموقع الإلكتروني لقسم العلاقات الدولية في الجامعة العبرية بتاريخ 26 مايو2013. ويكشف "كورن" النقاب عن الدور الذي لعبه هناك في جنوب السودان فيقول : كان الوضع جديدا، خاصا، حيث تولي كل دول العالم ونولي نحن أيضا أهمية جيو- استراتيجية كبيرة للغاية هناك". ويضيف: "عملنا بشكل مكثف هناك، كان العمل يقتضي طول الوقت تنسيقًا ولقاءات وجولات على الأرض، قمنا بإرسال الرجال إلى هنا (إسرائيل) لدورات، زيارات عمل، ولإكمال دراستهم إلخ- وفي المقابل أرسلنا خبرائنا في المجالات المختلفة إلى هناك". ويمضي السفير فيعترف ضمنيًا بمساعدة المليشيات في جنوب السودان على تنفيذ عمليات ضد جيش الخرطوم في الشمال. وكشف السفير عن إشرافه أيضًا على إرسال السودانيين من دولة الجنوب إلى دورات خاصة بهم في إسرائيل لمدة شهرين برعاية وزارة الخارجية، في مختلف المجالات، بالإضافة إلى تعليمهم اللغة العبرية، لافتًا إلى أن إسرائيل تحاول جاهدة السيطرة على جنوب السودان وإثيوبيا وكينيا وأوغندا، تلك الدول التي تشكل الممر في القرن الأفريقي بين الصومال واليمن والبحر الأحمر، رافضًا الإسهاب في الحديث عن التوغل الصهيوني في تلك الدول. واعتبر "كورن" أن جنوب السودان تملك المقومات لتصبح دولة القرن ال21 نظرًا لاحتوائها على الذهب والنفط والمياه والأرض الخصبة والسماء التي تمطر ثمانية أشهر في العام والنيل الثري على حد وصفه . كورن حاصل على البكالوريوس في دراسات الشرق الأوسط والإسلام بجامعة حيفا، ثم التحق بالعمل فيما يسمى بمكتب المستشار للشئون العربية في الشمال، والذي يقوم بمهام استخبارية، وهناك أجاد اللغة العربية، وحصل على الماجستير من الجامعة العبرية ودرس لغات أخرى إلى جانب العربية كالتركية، بعد ذلك حصل على الدكتوراه في معهد الدراسات الآسيوية والأفريقية التابع للجامعة العبرية.