فى ظل تصاعد حالة التوتر بين المسلمين والأقباط بقرية "ميت بشار" التابعة لمركز منياالقمح، على خلفية الأحداث التى شهدتها القرية بعد اختفاء فتاة مسيحية، أمر المستشار أحمد دعبس المحامى العام الأول لنيابات جنوبالشرقية بتسليم الفتاة القبطية رانيا خليل إبراهيم إلى والدها، الذي أشهر إسلامه منذ 4 سنوات، بعد التحقيق معها على خلفية اختفائها منذ 3 أيام. وأكدت الفتاة، التى اشعلت الأحداث في قرية ميت بشار بمحافظة الشرقية، في التحقيقات التي تمت معها أنها مازالت معتنقة المسيحية ولم تتعرض للاختطاف. وقال "احمد "خطيبها فى تصريحات خاصة إنه فؤجئ اثناء التحقيق بإرسال متعلقاته على يد أحد أقاربها، ويقول له إنها تريد الإنفصال، وهو الأمر الذى تقبله أحمد نظرا للظروف التى تمر بها القرية والأحداث التى تطورت وكادت أن تشعل القرية. في الوقت نفسه نفت النائبة بمجلس الشعب ماريان كمال عقب تقديمها طلب إحاطة حول الأحداث ما تردد حول هدم كنيسة السيدة العذراء بقرية ميت بشار . وأكدت فى تصريح ل"صدى البلد" أن ما تم هدمه هو السور فقط وليس الكنيسة نفسها، وأنها اتصلت، بالدكتور كمال الجنزورى، رئيس مجلس الوزراء، الذى استجاب فورا، وأرسل مدير أمن الشرقية لموقع الكنيسة ومعه الحاكم العسكرى للمحافظة، وتم احتواء الموقف وسيطر الأمن على الوضع بعد تجدد الاشتباكات فى وقت متأخر من مساء أمس "الثلاثاء". وكانت أعمال العنف تجددت بالقرية مساء الثلاثاء، وتحول الشارع المؤدى لكنيسة العذراء "مريم"، لساحة جدل عنيف، وتطور إلى حد التشابك بالأيدي والتراشق بالحجارة، واشعال النيران فى احدى الغرف المخصصة لاستقبال الزوار بالكنيسة. وحاول بعض شباب القرية اقتحام الكنيسة، وألقى المحتجون الحجارة على جنود الأمن المتواجدين لتأمين الكنيسة، وألقى بعضهم زجاجات مولوتوف، مما أدى إلى إصابة 7 من جنود الأمن المركزي، ورد أفراد الأمن بإطلاق قنابل مسيلة للدموع فى محاولة لتفريقهم. وقال سلامة محيى الدين إن آلاف الأشخاص تجمهروا أمام كنيسة العذراء بالقرية، مساء امس، مطالبين بإطلاق سراح الفتاة، رانيا خليل ابراهيم بانون، بعدما أكد أهالى القرية إنها أشهرت إسلامها منذ 6 اشهر، واحتفلت بخطوبتها من مسلم منذ اسبوعين، وانتقلت للعيش مع والدها الذى كان قد سبق أن أشهر إسلامه منذ 4 أعوام وترك زوجته المسيحية وتزوج من مسلمة وغير اسمه ليصبح "خليل ابراهيم محمد عبدالله". وأضاف أن المتجمهرين حاولوا اقتحام الكنيسة وإشعال النيران فيها إلا أن عددا من قوات الأمن والقوات المسلحة أقاموا سياجاً بشرياً يمنع وصول الشباب المسلم للكنيسة أو الإضرار بممتلكات الأقباط، ولجأ خطباء المساجد، المجاورة للكنيسة إلي إلقاء خطب تذكر الشباب المسلم بضرورة الوحدة الوطنية والتي هى من صميم الدين الإسلامى. وأوضح أحد شهود العيان الذي طلب عدم ذكر اسمه أن من بدأ بالهجوم وإلقاء زجاجات المولوتوف في الكنيسة هم مجموعة من البلطجية، وليس السلفيين كما أُشيع. وأضاف أن السلفيين ظهروا في المنطقة بعد بدء الاشتباكات. من جانبه قال الدكتور عزازي علي عزازي محافظ الشرقية، إن تلك الأحداث مغرضة، والهدف منها إشعال الفتنة الطائفية بين المصريين من المسلمين والمسيحيين كجزء من مخطط حقيقي يهدد مصر، مؤكدا أن الفتاة ليست مخطوفة، والكنيسة ليس لها علاقة بالأمر، والفتاة موجودة لدينا ومتحفظ عليها في مديرية الامن. وطلب المحافظ أهالي القرية ضرورة ضبط النفس والاستماع لصوت العقل فى مواجهة جميع المشكلات خاصة أننا نعيش ظرفاً استثنائياً ويجب على الجميع من مواطنين ومسئولين وقوات مسلحة وقوات أمن ومسجد وكنيسة أن يتحملوا مسئولياتهم لتفادي حدوث أى أزمة. واستنكر محافظ الشرقية أي تحرش للكنيسة أو الأعتداء على أي ممتلكات، معلنا تقديم التسهيلات لإنهاء تراخيص ترميم الكنيسة. من جانبه قال مصدر أمنى إن الفتاة تريد العيش مع والدتها وعدم العودة لأبيها، موضحاً أن والدتها تخضع للتحقيق فى نيابة منيا القمح وعدد من أقاربها.