عاشت قرية «ميت بشار» التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، ليلة صاخبة، مساء الأربعاء، في ظل تصاعد حالة التوتر بين المسلمين والأقباط، على خلفية الأحداث التي شهدتها القرية بعد اختفاء الفتاة المسيحية «رانيا خليل إبراهيم بانون 15 عامًا»، التى أشهرت إسلامها منذ 6 أشهر- بحسب أهالي القرية. وفجأة ودون مقدمات، تجددت أعمال العنف، وتحول الشارع المؤدي إلى كنيسة العذراء لساحة جدال عنيف، تطور إلى حد التشابك بالأيدي والتراشق بالحجارة، حتى إن بعض شباب القرية حاول اقتحام الكنيسة. وألقى المحتجون الحجارة وزجاجات «المولوتوف» على جنود الأمن المركزي المتواجدين لتأمين الكنيسة، ما أدى إلى إصابة 5 جنود، وردت الشرطة بإطلاق قنابل مسيلة للدموع في محاولة منها لتفريق المتجمهرين. وقال سلامة محيي الدين، أحد أهالي القرية، إن نحو 2000 شخص تجمهروا أمام كنيسة العذراء بالقرية، مساء الإثنين، مطالبين بإطلاق سراح الفتاة «رانيا»، التي أكد أهالي القرية أنها أشهرت إسلامها منذ 6 أشهر، وانتقلت للعيش مع والدها الذي كان قد سبق أن أشهر إسلامه منذ فترة، وترك زوجته المسيحية وتزوج من مسلمة وغير اسمه ليصبح «خليل إبراهيم محمد عبد الله»، واحتفلت الفتاة بخطوبتها من شاب مسلم منذ أسبوعين، ثم اختفت يوم السبت الماضي، أثناء تسوقها بالقرية. وفي المقابل قال مصدر أمني، طلب عدم ذكر اسمه، أن الفتاة موجودة رهن التحقيق في مديرية الأمن، وأنها تريد العيش مع والدتها وعدم العودة لأبيها. وحاول المتجمهرون اقتحام الكنيسة وإشعال النيران فيها، إلا أن عددًا من شيوخ مسلمين قاموا بعمل سياج بشري يمنع وصول الشباب المسلم للكنيسة أو الإضرار بممتلكات الأقباط، وقام خطباء المساجد المجاورة للكنيسة بإلقاء خطب تذكر الشباب المسلم ب«ضرورة الوحدة الوطنية التي هي من صميم الدين الإسلامي». من جانبه قال الدكتور، عزازي علي عزازي، محافظ الشرقية، إن تلك الأحداث مغرضة والهدف منها إشعال الفتنة الطائفية بين المصريين من المسلمين والمسيحيين كجزء من مخطط حقيقي يهدد مصر، وأكد «عزازي»، أن الفتاة ليست مخطوفة، وإنما «متحفظ عليها في مديرية الأمن حاليًا، وأن الكنيسة ليس لها أي علاقة بالأمر». وطلب المحافظ أهالي القرية بضرورة ضبط النفس والاستماع لصوت العقل في مواجهة كل المشكلات، مستنكرًا أي «تحرش بالكنيسة أو الاعتداء على أي ممتلكات، معلنًا تقديم كل التسهيلات لإنهاء تراخيص ترميم الكنيسة».
