مفيش مفر .. بات لزاما أن أعترف.. أنا قاتل ! نعم.. أنا قاتل.. لكني لم أكن أبيت النية أبدا للقتل.. ولم أخطط أو أعقد العزم علي ارتكاب تلك الجريمة، كنت خارج من البيت متوجها لعملي حين صدمتها.. وسطرت عجلات سيارتي قدرها، ولكن دون ترصد او إصرار لاختطاف روحها، وربما هذا ما دفعني للإقدام علي الاعتراف.. والتخلص من عقدة ذنبها وخاصة أن الجريمة كررتها .. وأجهزت في يوم واحد عليها وعلي عدد من أقرانها ! وقبل أن يتحول التشويق الي ملل وأصيبكم ب " الزهق " .. دعوني أكشف وأوضح أن الضحية لم تكن إنسان.. ولكن حيوان! لا تتعجل في الحكم علي اعترافي بالتفاهة وعدم الأهمية.. فالأمر قد يبدو عادي عندما تقتل قطة بسيارتك او دراجتك لكن.. هل تراه كذلك عندما تدهس وتقتل " 5 " قطط .. في يوم واحد ؟! هذه الواقعة.. آسف.. وقائع القتل حقيقية، وعاصرها وعاش ملابستها وتداعياتها المقربين من أصدقائي ، الذين لم ينفعوني في الوصول لمبرر أو سبب مفهوم ومقبول لوقوع هذه الجريمة.. وتعددها وارتكابها ، بل علي العكس .. أغرقوني بإفيهات وتعليقات وتفسيرات هزلية وكوميدية، بعضها كان سخيفا .. وبعضها - لا أنكر - كان دمه خفيف من نوعية .. عامل ايه يا " مشمش " .. وهدية تأتي للبيت عبارة عن علبة "شيك" ملفوفة بورق مذهب فيها قطعة جبنة رومي ومعاها كيس لبن " بخيره " مع " سلسلة ضهر سمكة " وآخر يطلب منك تعدي عليه عشان ست الحبايب " أمه " بتشتكي ان البيت مليان " فيران " ! لكن . . الشعور بأنك كنت سبب مباشر في إزهاق روح - حتي لو كانت روح حيوان - صدقني . . موجعة وأليمة وخاصة عندما تقتل .. بالخمسة! أكيد هناك مغزي .. ومعني وسبب .. وراء تحولي فجأة .. من صحفي إلي قاتل قطط ، أحد الشيوخ.. أو قل أحد الدجالين فسر لي الأمر أن هناك " ندر " لم أوفيه .. وآخر " مهووس " طالبني برعاية خمسة قطط " بلدي" تكفيرا عن ذنبي .. وواحد " لاسع " كان من رأيه أنني أكره القطط.. وأحاول في الواقع أن أعبر عما يدور في عقلي الباطن ! يعني أناأهملت شغلي وأكل عيشي.. ونازل من بيتنا عشان أطارد القطط واخلص عليهم امتثالا وتنفبذا للمخطط الذي "يحيكه" عقلي الباطن! ده علي أساس ان عقلي الباطن صار " وكر" بعد ان عششت فيه الفيران.. وتستغلني قياداتها للتخلص من القطط التي تهدد حياتها في الشارع ! . . ألطم علي وشي ؟!!! لا أنكر.. أن أياما طويلة انقضت كنت أمشى في الشارع أنظر للقطط وخيالي المريض يصور لي أنها تنطر لي وهي تحدث بعضها وتشيرلأقرانها قائلة ها هو المجرم! وكنت أسرع بخطواتي وأنا أظن أنها تتبعني وتخطط بجدية في الثأر والانتقام والتخلص مني! بعضنا إن لم يكن الكثير منا مر -أكيد - بهذه التجربة، تظهر فجأة قطة أمام عربيتك وقبل أن تدهسها، تدور القطة وتضرب " أمريكاني زاحف " عائدة في لحظة للرصيف، أو تدهسها وهذا نادرا، لكن تدهسها فتخرج غيرها وتدهسها، ثم تخرج أخري وتدهسها ويصل المجموع في اليوم الواحد خمسة، هذا ما لم اسمع عنه حتي.. ارتكبته. علامة الاستفهام الكبيرة التي كانت تتمدد داخل رأسي . . كانت تؤجج من شعلة فضولي في معرفة السبب ، حتي التقيته.. رجل فاضل.. يعرف عن كتاب الله وسنة نبيه الكثير.. الثقافة والحكمة تؤهله لأن يصبح قدوة، تمكن ببساطة من علاجي واقناعي حتي آمنت أنها لا تعدو أن تكون مصادفة - غريبة - لكن مصادفة. سبب هذا " الرغي " و سرد وقص تلك التجربة " البيطرية " التي استدعيتها من " سندرة " ذكرياتي القريبة.. احساسى وشعوري المؤلم والموجع بالذنب من جراء قتل القطط ، فكيف يتحمل أنصار وأتباع وأعضاء " الإخوان " ذنب مقتل . إنسان ؟!!!!!