1) علمني أبي أن أتقن غلق الباب خوفا من اللصوص.. مع العلم أن بيتنا البسيط لن يسرق.. و رغم ذلك كنا نحكم إغلاقه خوفا من شئ ما.. تعلمت من أبي أن الأشياء والأخلاق والعادات والأسرار لها أبواب. (لابد أن تدخل منها لمعرفة خطط الحاضر وسبل الوصول..فالأبواب دائما هي البداية.. حتي إذا تقدمت لامرأة لابد أن تدخل لها من الباب.. وان لم تفعل ذلك فأنت لص افتراضي يخشاه الآباء كل ليلة تحت الغطاء أثناء الممارسة الشرعية. وتعلمت أيضا أني دائما أخاف من دخول شئ خفي من الباب سيطير في أرجاء الغرفة وسيحاول أن يفلت من الشباك.. لونه ازرق يجيد الطيران ويرتدي بنطلون جينز وتي شيرت احمر.. رأسه مثل النعام. وسيحاول أن يقتلني أنا وإخوتي وسيحصل علي البطاقات الشخصية وكراسات الرسم التي رسمناه فيها وشوهنا صورته بحجة أننا نرسم شيطانا كما علمتنا( مس سهام).. ولكنه سيحاول الهرب ولكن يا لضعف حيلته سيموت لمجرد أن تضاء اللمبة النيون التي يسكنها الموتي الطيبون. وبعد سنوات عرفت انه ليست هناك أشياء خفية تعيش ولا لص غبي يدرك منزلنا.. وتعلمت أن الأبواب هي لص في حد ذاتها تجعلني اخشي الحياة والمغامرة.. المغامرة التي هي روح الحياة.. الباب حيلة للاطمئنان (2) الليلة اخشي أن يقتحم رجال الشرطة غرفتي..إنهم يتتبعون خطوتي من بداية اليوم وبالفعل سيأتون لي بالمساء أتيت بورقة وقلم كي ارسم وأدبر لهم حيلا عديدة للتخلص منهم في ضربة واحدة.. الحيلة الأولي سأقف وراء الباب وامسك المقشة.. لا.. إنها فكرة قديمة فعلها إسماعيل يس.. حيلة فاشلة.. الآن أفكر في الحيلة الثانية.. سأضع تحت الباب قنبلة يدوية عند سماعي خبطا علي الباب.. ستدمر الباب حتما وقد ينهار بعض من الحائط الجانبي التي تسكن بها المكتبة.. وقد اخسر كثيرا لأنهم لن يصابوا بأي أذي لأن الخبط ربما يكون من قطة تنهش في خشب الباب المهترئ.. أنا فاشل بطبيعتي في لم خيوط الجرائم في الأفلام البوليسية ودائما ما أفكر في أصعب الحلول.. علي الرغم من أن القاتل دائما ما يكون بجوار البطل ويساعده علي كشف الحقيقة.. نسيت أهم حيلة للتخلص منهم.. أخرج واترك الباب مفتوحا حينها لن يبحثوا عني وأيضا سيملون الانتظار.. وربما سيأخذون صاحب المنزل بدلا مني.. واهي فرصة اخلص منه عشان إيجار الشهر اللي عليا (3) الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح.. امقت هذه الجملة وضعف صانعها وسطحية وخوف قائلها.. مع العلم أن غاندي اثبت عكسها وظل يحارب خارج الباب وانتصر وهو يضع الماء للعنزة لتشرب.. (4) اخشي الفئران التي تقرر كل ليلة أن تدخل فور فتحي للباب.. وتضحك.. كل ليلة تضحك.. ويضيع منهم كل ليلة ضحية بالمقشة التي كنت أقف بها لكي انتصر علي رجال الشرطة.. (5) تحت عقب باب غرفتي يضع الرجل الجريدة القومية التي اشترك بها جدي ومات تاركا لنا حكم معاناة قراءتها..أقرأ فيها عن رجل ملتح احكم غلق بابه وقتل أبناءه الثلاثة بهدوء وعناية.. يقف خلف الباب.. في انتظار أن يهرب ولكنه كان يخشي أن يراه احد.. مع العلم انه يسكن في هذا المنزل منذ سنتين فقط( إيجار جديد) وقال في حديثه في برنامج العاشرة مساء أنا عملت كده عشان يبقي إنذار لقدوم الروم.. واطلع في برنامج وأقول خدوا بالكم الروم جايه تقضي علي الإسلام والمسلمين.. الآن نادم علي قتل الأبناء وقال: هاشوفهم في الجنة وحارس الجنة هيدلني عليهم.. عشان الجنة واسعة وبتحب الناس.