أثارت وزيرة التعاون الدولي فايزة أبو النجا الكثير من الجدل في الآونة الأخيرة واختلفت الآراء حولها.. ففي الوقت الذي ينظر البعض لها باعتبارها من بقايا النظام السابق والذي تفتخر بأنها عملت معه عشر سنوات دارت التساؤلات عن السر في بقاء "المرأة القوية" كما يسميها المعارضون لتواجدها حتى الآن في الوزارة رغم تغيير عدة وزارات منذ قيام الثورة.. بينما يراها البعض الآخر من المؤيدين لبقائها أنها شخصية قوية قدمت لمصر الكثير خلال مشوارها السياسي والدبلوماسي ولذلك فهي جديرة بمنصبها الذي مازالت تتبوأه حتى الآن. ففى الوقت الذى يُحاكَم فيه الرئيس السابق ووزراؤه، بتهم عديدة، تخرج وزيرة التعاون الدولى فايزة أبو النجا، لتؤكد أنها «فخورة»، بعملها عشر سنوات، فى وزارتها، منها 9 سنوات قضتها مع النظام السابق. الوزيرة التي يصر المجلس العسكرى على الحفاظ عليها فى منصبها، فى ثلاث وزارات متتالية، حضرت جلسة شهدتها لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشعب مع عدد من ممثلى منظمات المجتمع الدولى للتشاور حول قانون الجمعيات الأهلية الذى تسعى الحكومة إلى إصداره، وكذلك أزمة اقتحام منظمات حقوق الإنسان الشهر الماضى. ترى أبو النجا أن ما تم مع المنظمات الحقوقية ليس مداهمة، وإنما تفتيش وفقا للإجراءات القانونية التى يحددها القانون، مؤكدة «لم تكن غارة كما صورها بعض وسائل الإعلام المحلية والأجنبية»، مشيرة إلى وجود مرونة من الجانب المصرى أكثر من تلك الموجودة فى الجانب الأمريكى، إذ يحظر القانون الأمريكى تمويل النشاط السياسى، وقالت إن المعونات المقدمة من عام 2006 إلى عام 2010 وصلت إلى 60 مليون دولار، بينما وصلت تلك المعونات فى 6 أشهر فقط بعد الثورة إلى 174 مليون دولار. ونشرت جريدة وول ستريت جورنال الامريكية خبرا على لسان مراسلها في مصر أن مجموعة من الدبلوماسيين الغربيين شكلت تحالفا لمعاقبة فايزة أبو النجا لموقفها من الجمعيات والسياسيين المصريين الذين يتلقون تمويلا من الخارج. حيث أفردت الصحيفة معظم التقرير للحديث عن وزيرة التعاون الدولي باعتبارها هي التي أصدرت الأوامر بالتحقيق في مصادر تمويل المنظمات غير الحكومية الموالية للغرب، وهو التحقيق الذي أدى إلى الإجراءات العقابية بحق بعض هذه المنظمات. وقال دبلوماسي غربي بارز في مصر، لم تسمه وول ستريت جورنال : ''الهدف هو أن تكون هناك رسالة قوية وواضحة ومنسجمة تماما بأن ما تفعله "أبو النجا" فظيع بالنسبة لمصر''. وأضاف: ''نود أن نقدم حلا يستتبع العمل معها والسلطات المصرية من أجل تقديم خبرتنا عن كيفية تشكيل إطار قانوني للعمل بفاعلية مع مجتمع المنظمات غير الحكومية''. غير أن الدبلوماسي الغربي قال إن الوزيرة المصرية ''أطلقت تحقيقا قضائيا ظنا منها أنها تستطيع السيطرة عليه، لكن يبدو أنها لا تستطيع الآن''. يذكر أن أبو النجا شغلت قبل انضمامها إلى مجلس الوزراء، في الفترة من 1999 حتى نهاية 2001 منصب مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة في جنيف وكافة المنظمات الدولية في المدينة السويسرية. كما شغلت منصب مندوب مصر الدائم لدى منظمة التجارة العالمية، ومؤتمر نزع السلاح، وهكذا ومرة أخرى تصبح أول سيدة في مصر تشغل أي من هذه المناصب. وقد لعبت أبو النجا من خلال هذه المناصب دوراً مؤثرا عبر مشاركتها في العديد من المؤتمرات الدولية الهامة، والتي كان من أهمها المؤتمرات الوزارية لمنظمة التجارة العالمية في كل من سياتل 1999والدوحة 2001، ومؤتمر مراجعة معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية في نيويورك 2000، ومؤتمر الأممالمتحدة العاشر للتجارة والتنمية في بانكوك 2000. وخلال الفترة من 1997 حتى 1999، شغلت فايزة أبو النجا منصب نائب مساعد وزير الخارجية للعلاقات الأفريقية الثنائية، حيث لعبت دوراً بارزاً في تحسين علاقات التعاون بين مصر والدول الأفريقية. واعترافاً بإسهاماتها العديدة لصالح أفريقيا، تم التنويه بها في كتاب الدكتور/ شارون فريمان "حوار مع قيادات نسائية أفريقية قوية : الإلهام، والدافع، والإستراتيجية" باعتبارها واحدة من القيادات النسائية الأحد عشر الأكثر قوة في أفريقيا. ونظراً لعلاقات العمل الممتدة مع الدكتور بطرس بطرس غالي، عندما كان وزيراً للدولة للشئون الخارجية، تم اختيار أبو النجا، بصفتها الدبلوماسية المصرية الوحيدة للعمل معه كمستشار خاص عندما تم انتخابه أمينا عاما للأمم المتحدة عام 1992. وفي عام 1987، انضمت أبو النجا إلى فريق الدفاع المصري برئاسة السفير نبيل العربى في لجنة هيئة تحكيم طابا في جنيف، والتي أصدرت حكمها لصالح مصر بعد جلسات استماع قانونية ودبلوماسية طويلة وشاقة، مما أدى إلى استعادة مصر لشبه جزيرة سيناء بالكامل. وقد بدأت أبو النجا مشوارها المهني بالانضمام إلى السلك الدبلوماسي عام 1975، وذلك عندما التحقت بالعمل في وزارة الخارجية المصرية. وكانت أولى مهامها في الخارج هي عضوية البعثة الدائمة لمصر لدى الأممالمتحدة في نيويورك، حيث مثلت مصر في اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة المعنية بنزع السلاح والأمن الدولي، وكذلك في اللجنة الثالثة المعنية بموضوعات الحقوق الاجتماعية وحقوق الإنسان. انتخبت فايزة أبو النجا عام 2010 كعضو بمجلس الشعب عن مدينة بورسعيد، حيث فازت بأحد المقعدين المخصصين للنساء عن المحافظة.