* "رفح" تستأثر بنصيب السد ب"انفجارين" يفصل بينهما 29 يوما * تفجير مخابرات الإسماعيلية بعد 10 أيام من آخر تفجير ب"رفح" * الإرهاب ينال من مخابرات "إنشاص" بالشرقية قبل ساعات من بدء العام الجديد * عسكريون يؤكدون استحالة وقف العمليات الانتحارية ختامها تم على بعد 7 أمتار من مبنى المخابرات الكائن ب"إنشاص" في محافظة الشرقية.. ليضع الحلقة الأخيرة حتى الآن في سلسة مباني المخابرات التي باتت هدفا لعناصر الإرهاب، ويعد انفجار اليوم ب"إنشاص" هو الأول عقب قرار مجلس الوزراء الذي أعلن الإخوان المسلمين جماعة إرهابية. مخابرات "رفح" 11 سبتمبر ---------------- وبنظرة سريعة على الماضي القريب نجد أنه في 11 سبتمبر الماضي وقع أول تفجير مستهدفا المخابرات المصرية في رفح، الحادث الذي راح ضحيته إلى جانب تفجير متزامن معه في كمين للجيش ستة جنود قتلوا، وأصيب 17 آخرون ، ولم تمضِ ساعات على التفجير إلا وأعلنت جماعة ''أنصار بيت المقدس''، مسئوليتها عنه. مبنى شئون القبائل 9 أكتوبر ----------------- أعقب ذلك بحوالي شهر تفجير آخر نال من مبنى شئون القبائل التابع لمكتب المخابرات الحربية فى مدينة رفح في التاسع من أكتوبر أي بعد حوالي 27 يوما من الانفجار الأول، وصرحت حينها مصادر مسئولة أن الانفجار وقع نتيجة عبوة ناسفة تم تفجيرها عن بعد، وأن التفجير لم يوقع أي خسائر فى الأرواح، ولم يوقع أي إصابات طبقا للمصادر الأمنية. المخابرات في الإسماعيلية 19 أكتوبر ----------------------- وفي صبيحة 19 أكتوبر، أي بعد 10 أيام من الانفجار السابق في رفح، وقع الانفجار الذي استهدف مبنى مخابرات الاسماعيلية، وصرح على الفور في أعقابه اللواء محمد العنانى مدير الأمن، أن الانفجار أسفر عن إصابة 6 أشخاص وارتفعت بعد ذلك إلى 10 ومقتل شخص، فيما احترق عدد من سيارات المواطنين وتهشم السور الخارجى لمبنى المخابرات الحربية، كما تضررت 5 طوابق من البرج السكنى التابع لهيئة قناة السويس وتهشمت النوافذ وتحطمت محتويات المنازل بالكامل. وتبين بعدها أن العملية نفذت باستخدام مادة "TNT"، والمعاينة الأولية كشفت أن السيارة المفخخة ماركة سوزوكى وكان بها كمية من المتفجرات بلغت 60 كيلوجراماً وتم تفجيرها عن بعد، بعد ركن السيارة بين ممر صغير يفصل بين مبنى المخابرات الحربية وبرج التمساح السكنى الذى يسكن فيه عمال ومهندسو هيئة قناة السويس، مشيرا إلى أنه جار التعامل مع الأجزاء التى تم تجميعها من السيارة من أماكن مختلفة ومتباعدة عن موقع الانفجار، وإرسالها الى المعمل الجنائى بالقاهرة لفحصها، نافيا العثور على سيارات أخرى مفخخة ولم تنفجر قرب مبنى المخابرات. وعلى الفور بادرت "أنصار بيت المقدس" بإعلان مسئوليتها عن التفجير، وأنها نفذته بسيارة مُفخخة تم تفجيرها بدعوى "تطهير مصر من أوكار الإجرام والعمالة"، حسب قولها. وقالت الجماعة الإرهابية في بيانها عقب الحادث: "في ظل الممارسات القمعية التي يقوم بها الجيش المصري ضد أهلنا في مصر من قتل للمواطنين وهدم للمنازل واعتقالات عشوائية بلا ذنب ولا جريرة"، ووصفت أجهزة المخابرات بأنها "رأس الحربة" في "إدارة هذه الحرب التي لا يستفيد منها إلا أعداء الأمة من يهود ونصارى"، بحسب البيان. وطالبت الجماعة المصريين بالابتعاد عن مقار الجيش والشرطة، مُعتبرة أنها "أهداف مشروعة للمجاهدين". مخابرات "إنشاص الرمل" 29 ديسمبر --------------------- وأخيرا، حتى هذه اللحظة، انفجار "إنشاص الرمل" بالشرقية الذي وقع قبل ظهر اليوم 29 ديسمبر، أي قبل ساعات من انتهاء العام 2013، وعلى الفور أكد مصدر أمني بمديرية أمن الشرقية وقوع الانفجار بمبنى المخابرات الحربية بإنشاص الرمل بمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية باستخدام سيارة مفخخة على بعد 7 أمتار من سور المبنى، مشيرًا إلى أن الانفجار أسفر عن وقوع 4 مصابين وتم نقل اثنين منهم إلى مستشفى بلبيس العام. وفى نفس السياق، أكد العميد رفعت خضر مدير المباحث الجنائية بالشرقية أنه تم فرض كردون أمني على بعد كيلو من مبنى المخابرات، وتم استدعاء سيارات الإسعاف، وأنه تم انتداب فريق من قسم المفرقعات لتمشيط المناطق المجاورة. "استحالة المواجهة" ----------- "التقصير" في وسائل الأمان هو أول ما يتبادر إلى الأذهان بمجرد مشاهدتنا للمشهد وكيف أن مباني المخابرات باتت مستهدفة، إلى أن الخبراء العسكريون لهم في ذلك رأي آخر. أكد اللواء كمال عامر مدير المخابرات الحربية الأسبق، أنه مهما بلغت وسائل تأمين الجهات السيادية كمكاتب المخابرات ومديريات الأمن، فإنه لا يمكن الوصول إلى درجة الأمان 100%، مشيرا إلى أن احتمالية تعرضها للأعمال الإرهابية والتفجيرات، نظرا لما يمتلكه الإرهاب من وسائل متعددة ومتنوعة يعانيها العالم أجمع. وأضاف "عامر"، في تصريح خاص ل"صدى البلد": إن التفجير الذي شهده منذ قليل محيط مكتب المخابرات بالشرقية لن يكون الأخير، ولم يكن غريبا، حيث تواجه مصر قوى إرهابية متعددة تعمل ضد البلاد بأسلوب متربص وتخطط للنيل من أمنها من خلال أماكن مختلفة. وأشار إلى أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي بعث برسالة في خطابه الأخير منذ يومين قال فيها صراحة "الإرهاب مش هيخوفنا"، في إشارة إلى أنه يتوقع المزيد من العمليات الإرهابية التي ستطول مصر خلال هذه الفترة التي نعيش فيها حربا حقيقية. وفي نفس الاتجاه قال اللواء حسام سويلم، الخبير الاستراتيجي والمحلل العسكري: إن هناك استحالة في السيطرة تماما على العمليات الانتحارية وشبه الانتحارية التي تستهدف الدولة المصرية الآن سواء المباني السيادية أو مواصلات النقل العام أو أي مكان آخر. وأوضح "سويلم" في تصريح ل"صدى البلد" أنه حتى اللحظة الحالية لم يتم التعرف على الآلية التي وقع بها انفجار "أنشاص" الذي هدم السور الخلفي لمبنى المخابرات الحربية "الفرعي" بالشرقية، وما إذا كانت عبوة ناسفة أو سيارة مفخخة، وهي الوسائل التي يدخل بها المنفذون في محيط المنطقة بصفاتهم مواطنون عاديون، ولهذا كانت الصعوبة بالغة في إمكانية السيطرة على العمليات الانتحارية.