جاءت دعوات مقاطعة المنتجات الروسية والصينية فى العالمين الإسلامي والعربي من أجل نصرة الشعب السوري ، وكموقف ضغط على روسيا والصين للتراجع عن دعم نظام بشار الأسد في قمع شعبه عن طريق منحه الحصانة الدولية عبر اعتراض أي قرار للحد من هذه المجازر عبر الفيتو . ورغم أن دعوة المقاطعة أطلقها إخوان الأردن منذ يومين ، ودعمها إخوان مصر أمس الأول، جاءت فتوى الإمام يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بوجوب مقاطعة السوريين والمسلمين للبضائع الروسية والصينية، وعدم إنفاق أي أموال على تلك البضائع، وذلك من خلال برنامج «الشريعة والحياة»، على قناة الجزيرة. ويرى المحللون السياسيون والاقتصاديون أن هذه الدعوات والفتوى ستبوء بالفشل كسابقاتها من دعوات مقاطعة المنتجات التى أساءت فيها دول لرموز الإسلام مثل سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم كمقاطعة المنتجات الدنماركية والهولندية وغيرها ورغم ذلك لم يطبقها إلا عدد محدود وغير مؤثر . وأكد الدكتور حمدي عبد العظيم رئيس أكاديمية السادات للعلوم الإدارية أن الدعوات لمقاطعة المنتجات الروسية والصينية لنصرة الشعب السوري والرد على الموقف الروسي والصيني الداعم لنظام بشار الأسد ستفشل وتلقى نفس مصير سابقاتها. وأضاف "عبدالعظيم" أن المصالح المادية للشعوب العربية تتغلب على المصالح الوطنية.. ولذلك لا تستجيب شعوبنا العربية والإسلامية لمقاطعة أي منتجات، فالشعب المصري يعتبر المصلحة الشخصية أهم من الشعور الوطني، معللين ذلك بأن الشعب السوري عليه أن يتصرف كالشعب المصري والتونسي والليبي في القضاء علي نظام الحكم بيديه ، وليس عن طريق مقاطعة منتجات دول بعينها. وأشار "عبدالعظيم" إلى أن جميع الشعوب العربية تشترك في هذا التفكير حيث النظر إلي المصلحة أولا، وهذا لا يتوقف علي الموقف من دعم سوريا ، فالدعوات التي أطلقت لمقاطعة منتجات دول وجهت إهانات للرموز الإسلامية والدينية فشلت لنفس المنطق ، وحتي الاستجابة الشعبية لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية والدول المؤيدة لها أيضا وإن تمت فتكن بشكل محدود غير مؤثر. وأوضح "عبدالعظيم" أنه حتى الدعوات الداخلية للمقاطعة ستبوء بالفشل كما حدث مع دعوات مقاطعة شركات ساويرس. وأضاف عبد العظيم أن روسيا تنظر إلى مصالحها، ولذلك تدعم النظام السوري لأنه نظام يطبق الاشتراكية المورثة من الاتحاد السوفييتى. وأوضح "عبدالعظيم" أن روسيا والصين تدعم أي نظام معاد للمعسكر الغربي ويطبق الشيوعية وهذا شيء متوارث وليس جديدًا، وهو ما تجده روسيا والصين في النظام السوري، فهما يريدان حليف وتابع في المنطقة. ويقول الخبير الاقتصادى مختار الشريف إن التجّار لن تطبق مقاطعة المنتجات الروسية والصينية لأن أي سلعة يرغبها المستهلك وتلبي احتياجاته لا يمكن وضع قيود من التجار لمنعه من الحصول عليها.. وأضاف الشريف أن هذه الدعوات مجرد كلام فقط لا يمكن تطبيقه، لأن هذه المنتجات اذا لم تكن ذات جودة وسعر جيد، لما فضلها الجمهور على غيرها من المنتجات البديلة. الجدير بالذكر أنه على مدار 20 عامًا مضت لم تفلح أى دعوة لمقاطعة منتجات سواء داخلية أو أجنبية كرد على إهانات دينية أو كموقف ضغط سياسي من قبل شعوب دول تجاه دولة بعينها بما فيها إسرائيل، وذلك لعدم تجاوب الشارع مع هذه الدعوات لأنه لا يجد البديل الجيد عن هذه المنتجات.