عبر مجموعة من المثقفين و الكتاب عن حزنهم الشديد واستيائهم نتيجة الأحداث التى شهدتها مدينة بورسعيد وراح ضحيتها نحو 74 قتيلا وإصابة العشرات ومنهم الأديب البورسعيدى قاسم مسعد عليوة الذى قال ل "صدى البلد": نحن مذهولون وحزانى وغاضبون فى نفس الوقت. وأوضح أن إندهاشهم لحجم المفاجأة التى كانت فوق الاحتمال، فعندما نشاهد مصريين يقتلهم مصريون مثلهم من أجل مباراة كرة قدم ، وحزانى من اجل الأرواح التى ارهقت، والدماء التى أسيلت، وهى ليست لأبناء التراس الأهلى فقط ولكن من بورسعيد واسكندرية والمنصورة وفى كل مكان. وأضاف، كما أننا غاضبون لأننا وقعنا فى مؤامرة اختاروا لتنفيذها مدينتا بورسعيد المعروفة ببسالتها وصمودها ، وهى المؤامرة التى اصطادوا بها اكثر من عصفور فى وقت واحد ، فهاهم ينجحون فى تعطيل مسيبرة الثورة، ويلوثون اسم بورسعيد الذى ظل وسيبقى رغما عنهم ناصع البياض. و أوضح ان هذا الحادث جاء لعقاب اهالي بورسعيد، بعد أن عاقبه النظام السابق بعد حادثة "ابو العربى" الشهيرة والتى راح ضحيتها شاب بورسعيدى برىء بحجة محاولته اغتيال مبارك ، وظلت هذه الحادثة نقطة سوداء فى تاريخ بورسعيد عندما اعلن النظام السابق غضبه على المدينة وأهلها ويبدو ان بقايا حكم مبارك مازالوا يعاقبوننا على هذه الحادثة. وأكد ان بور سعيد تعيش الآن فى حالة حداد وغضب وحزن ، ونجهز لمؤتمر يوم 7 فبراير نعلن فيه موقف أهالى بورسعيد بصوت واضح لنكشف تفاصيل المؤامرة التى تعرضنا لها جميعا . وأضاف عليوة : هناك علامات استفهام كثيرة فى هذا الحادث، لعل أهمها تأخر وصول الشرطة، ونحن هنا فى بورسعيد نعلم تماما ان تأمين الاستاد أمر غاية فى السهولة بالنسبة لرجال الشرطة وهو ما سبق لهم ان فعلوه ويفعلوه دائما، حيث يتحول الاستاد إلى ثكنة عسكرية محاطة تماما بالقواطع الحديدية والدروع والأسلاك، ولكن هذه المرة اختلف الأمر تماما. وضرب قاسم عليوة مثلا استشهد به على وجود نية مبيتة للحادث، فقال : ابنى دخل الاستاد فى الساعة الثالثة والنصف وهو وقت متأخر بالنسبة لمباراة مثل الأهلى والمصرى، وفى هذا الوقت تكون الجماهير محتشدة أمام بوابة الاستاد بحثا عن تذاكر فى السوق السوداء ويبع ذلك تفتيش ذاتى ودقيق لكل الجماهير، ولكن هذه المرة دخل ابنى الاستاد بسهولة شديدة ودون تفتيش ولم يسأله أحد إلى اين ذاهب. واكد الكاتب البورسعيدى قاسم مسعد عليوة إنه فى تمام الساعة الثانية، لاحظ أهالى المنطقة المحيطة بالاستاد وجود وجوه غريبة ترتدى تى شرتات خضراء ووجوههم سمراء كأن الشمس لفحتهم، ولهجتهم تختلف عن اللهجة البورسعيدية ودخلوا النادى من ناحية المدرج الغربى الخاص بجماهير بورسعيد. ويكمل، وفى الخامسة إلا ربع جاءت اتوبيسات النادى الاهلى من الطريق الدائرى ودخلت بورسعيد من الطريق الغربى وهو طريق غير معتاد، لكن الغريب فى الأمر أن الأتوبيسات جاءت معها عربات أرياف " تستخدم فى نقل العاملين فى الاستثمار" ولكنها كانت محملة بالبلطجية الذين بدأوا فى ضرب الشماريخ والألعاب النارية الصغيرة ومقذوفات فشنك أثارت فزع الناس. وأضاف، أنه قبل بدء المباراة بدقائق عاد ابن أحد أصدقائى من الاستاد، رغم حصوله على التذكرة بصعوبة، وقال لوالده إنه فوجىء بعدد من الجماهير تشرب "الحشيش" والبرشام فى المدرجات بشكل هستيرى، فقرر أن يترك المكان ويعود لمشاهدة المباراة فى البيت.