كشف السفير البريطاني في الخرطوم نيكولاس كاي ، عن نصيحة تقدمت بها بلاده لدولة الجنوب بأن إيقاف ضخ النفط سيكون له أثر اقتصادي كبير عليها ، وسيخلف أثرا على الشمال أيضا ، ودعا الجانبين إلى مواصلة المفاوضات وإنتاج النفط. وقال السفير إن بلاده تأخذ زمام المبادرة في التنسيق الفني مع المجتمع الدولي لإعفاء ديون السودان ، ودعا لحل كل النزاعات لاستكمال المطلوبات السياسية لإعفاء الديون . وأضاف في حوار مع صحيفة (الرأي العام) نشرته اليوم الاحد ، أن سفارته تتصل بكل الأحزاب بما فيها المؤتمر الوطني ، وتابع قائلا "إن العلاقات مع بريطانيا ليست ملكا للحكومة فقط ، بل تهم كل السودانيين من المثقفين إلى "السائقين" . وأوضح أن بريطانيا تعمل على المساعدة في قضية إعفاء الديون السودانية وأخذت زمام المبادرة في تشجيع المجتمع الدولي والتنسيق معه للعمل على الملامح الفنية المعقدة لعملية إعفاء الديون ، ولكنه أشار الى أن إعفاء الديون لا يعتمد على الجانب الفني فقط ، بل الجانب السياسي أيضا ومن ذلك حل النزاعات في النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور وأن تكون هناك عملية سياسية شاملة في السودان . وحول تأثير العقوبات الامريكية على عمل شركات المملكة المتحدة في السودان ، قال إن العقوبات الاقتصادية الامريكية على السودان تؤثر على عمل الشركات البريطانية الراغبة في العمل في السودان أو معه . وأوضح أنه رغم أن بلاده وعدة دول أوربية لا تفرض عقوبات على السودان ، فإن العديد من الشركات البريطانية والأوربية تمتلك علاقات تجارية مع الولاياتالمتحدة وبالتالي يمكن أن تتأثر هذه الشركات بالعقوبات الأمريكية ، ويتجلى تأثير هذه العقوبات على في القطاع المصرفي ، حيث أن الشركات والأفراد يجدون صعوبة في القيام بالمعاملات المصرفية بين السودان وبريطانيا ، لأن البنوك تتجاوب مع العقوبات الأمريكية . وأضاف أن أرقام الصادرات الرسمية البريطانية تكشف عما قيمته (150 ) مليون جنيه إسترليني من صادرات الشركات البريطانية إلى السودان ، وربما هناك بعض الصادرات الإضافية تتم عبر دول أخرى مثل الخليج أو مصر ، وبالتالي فإن العلاقات التجارية بين الشركات البريطانية والسودانية تبدو في شكل جيد . وحول العلاقة بين السفارة البريطانية في الخرطوم والأحزاب السياسية في السودان ، قال السفير البريطاني في الخرطوم نيكولاس كاي إن له علاقات جيدة مع طيف واسع من الأحزاب السودانية ، بما فيها المؤتمر الوطني والأحزاب الصغيرة ، وأحزاب المعارضة ، حيث من المهم بالنسبة لبريطانيا الحصول على فهم جيد لما يحدث في السودان ، والرؤى المختلفة فيه ، وهذا جزء من عمل أية سفارة في أي مكان . وأضاف أن العلاقات بين بريطانيا والسودان ليست ملكا للحكومة وحدها ، لكنها علاقات تنتمي لكل شخص ، الأحزاب السياسية والمثقفين والأساتذة والعلماء وكل شخص . وحول الأزمة بين الشمال والجنوب حول النفط ، أشار الى قلق بلاده من إيقاف جنوب السودان لضخ النفط ، وما قام به السودان قبل ذلك باحتجاز السفن في بورسودان ، وطالب الطرفين بعدم اتخاذ خطوات أحادية ، وعبر عن ترحيبه بافراج حكومة السودان عن السفن المحتجزة لخلق مناخ أفضل للمفاوضات . وأكد السفير البريطاني دعم بلاده لجهود اللجنة العليا للاتحاد الافريقي برئاسة ثابو أمبيكي و نشجع الطرفين للتعاون معه ومواصلة المفاوضات ومواصلة ضخ النفط وإنتاجه . واعتبر أن الوقت لم يتأخر ، وهذا يمكن فعله ، والبلدان هما من يمكنهما حل المشكلة عبر المفاوضات ، ولقد طرح الرئيس أمبيكي مقترحات مصممة بشكل جيد وعلى الطرفين قبولها . وقال "مدخلنا السياسي قائم على التوازن تجاه السودان وجنوب السودان ، وأن يكون كلا البلدين في حالة استقرار ، وحيوية اقتصادية ، وسياساتنا في الدولتين متوازنة للحد الأقصى . وحول مستقبل العلاقات السودانية البريطانية ، أكد السفير التزام بريطانيا بعلاقات طويلة المدى مع السودان ، وأشار الى أن وزارة التنمية البريطانية تعمل الآن على برنامج تنمية يستمر حتى عام 2015 ، وأعرب عن أمله أن يرى تحسنا جوهريا ليس في الصحة والوظائف والتعليم فقط، بل في الحكم واحترام كامل لحقوق الإنسان والحقوق المدنية وحريةالإعلام .