قال الصحفى الشهير بصحيفة "الاندبيندت" البريطانية روبرت فيسك انه عقب الوقوف فى صف المشاهدين لعملية الغزو الامريكي للعراق على خلفية مزاعم حيازتها لأسلحة "الدمار الشامل"، فنحن بصدد التصفيق لاسرائيل إزاء شنها هجمة عسكرية ضد المنشآت النووية الايرانية. واشار فيسك - فى مقاله اليوم السبت بصحيفة "الاندبيندت" - الى انه فى حالة مهاجمة اسرائيل لايران خلال العام الحالى فإن ذلك سيكون ضرب من ضروب الجنون الذي يفوق توقعات اعداء اسرائيل والولاياتالمتحدة، لافتا الى ان تصريحات كل من الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ووزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان المتهورة، تصعدان من وتيرة دق طبول الحرب بين الدولتين. وتساءل "فيسك" عن إلحاح اسرائيل لضرب ايران وسط ايقانهم بان حزب الله اللبناني وحركة حماس على حد سواء جنبًا إلى جنب مع سوريا سيقومان بهجمات انتقامية ضدها، لاسيما نيل أوروبا والولاياتالمتحدة جانب من تلك الهجمات الانتقامية ضدهم أيضًا. وأعاد الكاتب البريطانى الشهير الى الاذهان تصريحات وزير الدفاع الامريكى ليون بانيتا، قبيل غزو القوات الامريكية الى العراق ومزاعمه الكاذبة بأن الغزو للعراق جاء على خلفية احداث 11 سبتمبر وتعهد الولاياتالمتحدة بمحاربة الارهاب عقب احداث 11 سبتمبر، معتبرًا ان الولاياتالمتحدة تريد اعادة تلك اللعبة من جديد ولكن تلك المرة على ملعب طهران. وتابع الصحفي البريطانى -الذي يزور منطقة الشرق الأوسط باستمرار منذ 36 عاما - مستشهدًا بتصريحات بانيتا أمس التي حذّر فيها من امكانية شن اسرائيل لهجمة ضد ايران فى ربيع هذا العام لمنع طهران من تصنيع قنبلة نووية. واشار فيسك الى انه بعد تسع سنوات من غزو العراق وتكرار التصريحات الامريكية بشأن ان الغزو جاء نتيجة لامتلاك صدام حسين "أسلحة الدمار الشامل"، وترديد نفس تلك التصريحات حول طهران وبرنامجها النووى المثير للجدل، معتبرا ان ذلك بهدف اعادة نفس سيناريو الغزو ولكن تلك المرة من جانب اسرائيل واستعدادها لضرب ايران بنفس المبررات التى تم ضرب العراق بها -أسلحة الدمار الشامل- والتى لم يتم التأكد من وجودها حتى الان بحوزة طهران. ورجح فيسك فى نهاية مقاله ان يقوم الرئيس الامريكى باراك أوباما عقب مهاجمة اسرائيل لايران بالقاء خطاب لدعم مثل هذا الهجوم الإسرائيلي، لافتا الى ان اوباما الذى تخلى عن دعم الفلسطينين فى مساعهم الشرعى من اجل اقامة دولة مستقلة من اجل تفادى مهاجمة المجتمع اليهودى الامريكى له ، مؤكدا ان رجل بمثل تلك المواصفات سيدعم العدوان الإسرائيلي بكل تأكيد على أمل أن يؤدي ذلك الى إعادة انتخابه مرة اخري فى الانتخابات الرئاسية الامريكية القادمة .