قال وزير الخارجية السوداني على كرتي، إن الطريقة التي تمت بها إدارة ملف السلام مع الجنوب عقب التوقيع على اتفاق السلام الشامل كشفت بأن هناك مجموعات داخل "الحركة الشعبية" تخدم أجندة خاصة بها وأجندة خارجية، الأمر الذي جعل الفترة الانتقالية تشهد الكثير من الاختلاف وحالات التوتر زادت عقب وفاة جون جارانج مؤسس الحركة. وأشار كرتي في برنامج "مؤتمر اذاعي" اليوم الجمعة إلى أن الحكومة السودانية تعاملت مع هذه المرحلة بعقلانية وكانت تدرك بأن الالتزام بتنفيذ اتفاق السلام الشامل التزام أخلاقي وديني، ونفى أن تكون حكومته تعرضت لأي ضغوط خارجية للتوصل إلى السلام وأكد أن تنفيذ اتفاق السلام الشامل بكل بنوده يعد إنجازا يحسب للسودان بشهادة الأصدقاء والأعداء. وجدد كرتي حرص الحكومة على التوصل الى حل للقضايا العالقة مع دولة الجنوب مؤكدا أنها لن تقف مكتوفة الايدى في مواجهة أية محاولة لزعزعة الاستقرار في السودان وتخريب اقتصاده ودعم حركات التمرد. وأشار الى أن قرار الجنوب ايقاف ضخ النفط عبر أنابيب الشمال قصد منه الضغط على الاقتصاد السوداني ، وهو مؤشر لمؤامرات قصد منها تغيير النظام في الخرطوم . وقال إن استجابة حكومة السودان للمبادرة الكينية والعمل على الوصول لحل القضايا العالقة مع حكومة الجنوب عبر الاجتماعات التي جرت مؤخرا في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا جاءت لتغيير صورة السودان التي رسمتها دولة الجنوب وسط الدول الافريقية ، وأشار الى أن حكومة جوبا قد رفضت هذه المبادرة. وعن الاصوات الغربية التي تدعو للتدخل في الشئون الانسانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق ، قال كرتي "إن هؤلاء الناس نيتهم واضحة في أن يصل الدعم الانساني الى المتمردين" . وفيما يتعلق بالأوضاع في سوريا ، أشار وزير الخارجية الى أن السودان ظل يقدم النصح للقيادة السورية لإجراء إصلاحات داخلية ، مؤكدا رفضه لاي تدخل غربي في شئون سوريا الداخلية. من جهة أخرى، وصف وزير الخارجية العلاقات السودانية الروسية بالمتميزة، معلنا أن الشهور القادمة ستشهد انعقاد الملتقى الاقتصادى بين البلدين.