اتهمت وكالة الأنباء السورية "سانا" المعارضة السورية فى الخارج بالفشل في طرح برامج سياسية أو رؤى للخروج من الأزمة.. وقالت "إن كل همها هو الوصول إلى السلطة ومحاولة تقديم حسن سلوك لدى الدوائر الغربية كي ترضى عنها". وقالت "سانا"، فى تحليل لها اليوم، إنه فى الوقت الذى فشلت فيه معارضة الخارج التى تقودها حركة الإخوان المسلمين بطرح برنامج سياسى يرضى عنه السوريون، تكشف تصريحات أعضائها أنها بدأت بالترويج لنفسها لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية والغرب عبر برنامج سياسى تطمئنهم فيه إلى أنها لن تشكل خطرا عليهم فى حال ساعدوها فى الاستيلاء على السلطة. وأشارت الوكالة إلى أنه يبرز فى هذا السياق تصريح أدلى به رياض الشقفة المراقب العام لحركة الإخوان المسلمين فى مقابلة تليفزيونية يقول فيه: "شرحنا للأمريكيين أننا مع دولة مدنية لا تقصى أحدا"، مشيرة إلى أنه نسف بذلك كل ما ادعاه عن عدم وجود تنسيق للحركة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. واضافت سانا القول: "إن الشقفة لم يكتف بهذا الحد بل أضاف أن الأوروبيين والأمريكيين بدأوا بالحوار مع الإسلاميين وهناك دول كفرنسا وبريطانيا وأمريكا أرادوا أن يعرفوا رأى الإخوان بمستقبل سوريا، فهم يريدون أن يطمئنوا ويسمعوا من الإخوان مباشرة عن برنامجهم المستقبلى، ليبقى السؤال: ما الذى يخيفهم اليوم ويريدون أن يطمئنوا إليه مستقبلا؟". وأكدت الوكالة السورية أن تصريحات الشقفة تنسجم مع ما أعلنه رئيس مجلس اسطنبول برهان غليون سابقا عن عزم المجلس قطع العلاقات مع ايران وحزب الله وحماس وبمعنى أوضح قوى المقاومة وبدء مفاوضات مع الكيان الإسرائيلى والاستجابة لبرنامج تيار "14" آذار التآمرى على سوريا حال وصوله إلى السلطة. ونقلت "سانا" عن مراقبين قولهم: إن المعارضة السورية تحاول استنساخ تجارب الحركات الإسلامية فى بلدان عربية أخرى، ودخلت مرحلة مغازلة الغرب علها تجد لديه من الدعم ما لم تجده عند الشعب السورى وكل غرضها فى ذلك الوصول إلى السلطة بأى ثمن. وقالت الوكالة: "وتدلل دعوات معارضة الخارج لتقديم تطمينات تضمن لروسيا استمرار مصالحها فى سوريا مقابل تخليها عن موقفها الرافض للتدخل الخارجى على حقيقة النيات التى تقود عمل المعارضة، فأمام السلطة تسقط كل الخطوط الحمراء حتى وصل الامر بالشقفة لدعوة أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية لإعطاء الروس بعض التنازلات فى أماكن أخرى من العالم مقابل تغيير موقفهم فى سوريا". وأشارت "سانا" إلى أن المعارض ميشيل كيلو لم يكن أقل وضوحا فى موقفه عندما دعا لإعطاء ضمانات لروسيا بأن مصالحها ستبقى وستستمر لاى أمد تريده فى سوريا المستقبلية وأن كل أطراف المعارضة مستعدة للانخراط فى هذا المشروع، مطالبا ببدء تفاوض حقيقى وجدى بين الجامعة العربية وروسيا عبر إرسال وفود ذات وزن من المعارضة إلى موسكو لإعطائها انطباعا أن هناك إجماعا لدى المعارضة تستطيع التعامل معه وكل ذلك بغية تغيير الموقف الروسى، حسب كيلو. وقالت الوكالة إن بهية ماردينى بدورها اعتبرت أن منع الفيتو الروسى فى مجلس الأمن يستحق تقديم ضمانات لروسيا بأن مصالحها مضمونة فى المرحلة المقبلة. من جهة أخرى، قالت "سانا" إن التصريحات الصادرة من أوساط دبلوماسية عربية ودولية تكشف حقيقة الأوضاع فى سوريا والهجمة الإعلامية التى تتعرض لها من تجاهل لما تقوم به المعارضة المسلحة من أعمال تمس بأمن سوريا وتخرب مستقبل أبنائها. واعتبرت أن الصوت الروسى من أقوى الأصوات المساندة لحق سوريا فى كشف تفاصيل ما تتعرض له وعدم تجاهل الوثائق التى توضح حقيقته وفى مقدمتها تقرير بعثة المراقبين العرب الذى تصر روسيا على عرضه أمام مجلس الأمن لمناقشة ما ورد فيه من إيضاحات وشهادات. واختتمت "وكالة الأنباء السورية" تحليلها، مؤكدة أن الدلائل تشير إلى أن معارضة الخارج مستعدة لفعل أى شيء يمكنها من الوصول إلى السلطة، وهذا ما يؤكده رفضها لجميع دعوات الحوار لبناء الوطن فى حين تبدى حرصا على ما تسميه مصالح الاطراف الدولية واستعدادها للتحالف مع أى كان حتى مع أعداء الشعب السورى للوصول إلى كرسى السلطة ولتغيير هوية سورية ودورها.