نجحت في تقديم لون فني جديد يتميز بالمزج بين الطابع الشرقي الأصيل والطبقات الصوتية الغربية المميزة، وكان لها دور بارز في فرقة الموسيقى العربية خلال عصرها الذهبي بقيادة الموسيقار عبد الحليم نويرة، كان السبب وراء استقرار إدارة مهرجان الموسيقى العربية على تكريمها في دورته لهذا العام. ووصفت المطربة الكبيرة أحلام أحمد، في حوار مع النشرة الفنية بوكالة أنباء الشرق الأوسط، تكريمها خلال دورة مهرجان الموسيقى العربية لهذا العام بأنه "حدث مهم له بريق خاص بالنسبة لها بعد نجاح ثورة 30 يونيو المجيدة"، معربة عن "اعتزازها بتوقيت هذا التكريم في أول دورة للمهرجان بعد ثورة 30 يونيو بعد إسقاط نظام جماعة الإخوان المسلمين لأن الفنون والإبداع كان مهددا في ظل تواجدهم على سدة الحكم"، وقالت: "كنا نخشى أن يضيع الفن الذي حرص عليه الزعيم الراحل عبد الناصر". وأضافت: "كل الفنانين والمبدعين أصيبوا بحالة من الإحباط خلال فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين لخشيتهم على مستقبل الفن والغناء في مصر، بعد التعرض لعدد من الفنانين والهجوم الذي تم شنه على فن الباليه، ومن ثم فإنني أعتز بتكريم إدارة مهرجان الموسيقى العربية لي بعد نجاح ثورة 30 يونيو المجيدة". وأرجعت أحلام الفضل للمكانة التي حققتها إلى الموسيقار الراحل عبد الحليم نويرة، قائلة: "الموسيقار نويرة سبب صمودي فنيا وما حققته كان بفضل توجيهه الدائم لي ومساندته لي بشكل متواصل، وتعلمت منه كيفية مواجهة المشكلات والتعامل مع الناس والجمهور واحترامي للقائد وللوقوف على خشبة المسرح". وأوضحت المطربة أحلام أحمد أن "رسالة الموسيقار عبد الحليم نويرة كانت تتمثل في الحفاظ على التراث المصري، حيث كان يأخذ اللحن الأساسي للأغنية ثم يبدأ في تنفيذه كموسيقى عصرية في حينها". وقالت: "عندما نستمع إلى تسجيلات نويرة الموسيقية نجدها مميزة ولها مذاق شرقي فريد، وكانت تتم الاستعانة ببعض مقطوعات موسيقاه في بعض الأفلام، ويكفي أن نقول إن التراث الذي تم تسجيله الخاص به يدرس في أكاديمية الموسيقى لأنه يعتمد على اللحن الأساسي". وأضافت: "تمسك الموسيقار عبد الحليم نويرة ببقائي عندما استمع إلى صوتي، وتعامل معي بجدية وبحزم وكان يكلفني بغناء الكلاسيكيات، حيث كلفني بأول صولو "ليالي القدس" ودربني بحماس واكتسبت منه الجدية واحترام العمل". وعن غنائها لكبار المطربين أمثال أسمهان، ليلى مراد، فيروز وفريد الأطرش وإشادة النقاد بأدائها، قالت أحلام: "أعتز بإشادة الجمهور والنقاد بأدائي والسبب في هذا يرجع إلى حرصي على تقديم الأغنية كما أسمعها دون تقليد أو محاولة التجويد فيها". وبشأن تجربتها مع فرقة "الأحلام" الموسيقية التي قامت بتأسيسها، أشارت أحلام إلى أن الهدف من تأسيسها هو تقديم روائع الطرب العربي والحفاظ على التراث الفني المصري الأصيل، لافتة إلى أنها قدمت من خلالها العديد من الحفلات الناجحة في مختلف الأماكن الثقافية والمهرجانات المحلية من بينها مهرجان القلعة للموسيقى والغناء منذ نشأته وحتى اليوم. وأعربت أحلام عن أملها في أن "تحظى الفنون والمبدعون اهتمام أكبر خلال الفترة المقبلة من قبل المسئولين والجمهور، ليقوم الفن والغناء بدوره على النحو الأكمل في نشر الثقافة والمحافظة على هويتنا". يذكر أن الفنانة أحلام أحمد تخرجت في معهد الموسيقى العربية وتتلمذت على يد الموسيقار الراحل عبد الحليم نويرة، وبدأت مشوارها الفني بمسارح الدولة، حيث قدمت العديد من العروض التي لاقت استحسان وإعجاب الجمهور والنقاد. وتم اعتمادها كمطربة بالإذاعة المصرية، إذ قدمها المخرج سمير عبد الحافظ للغناء في المسلسل الإذاعي "قصة حياة الفنان داود حسني"، ثم التحقت بفرقة الموسيقى العربية كصوليست عام 1979، ومثلت مصر مع فرقة الموسيقى العربية في مختلف بلاد العالم في عدد من الفعاليات منها فرنسا، الأردن، كوريا، تونس، إسبانيا، الجزائر، إيطاليا ولبنان، كما شاركت مع الفرقة في مهرجانات عربية ودولية متخصصة مثل مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية السادس بدار الأوبرا، مهرجان "جر" بالأردن ومهرجان الموسيقى العربية بتونس. كما شاركت الموسيقار الراحل محمد نوح في العديد من حفلاته، والذي لحن لها وأنتج لها مجموعة من الأغنيات ظهرت للنور في خمسة ألبومات كان أشهرها "شعبيات" و"أفراح العرايس" و"على قد الليل". وشاركت أيضا على بالبطولة الغنائية في العديد من المسرحيات على مسارح الدولة منها مسرحية "مدد شدي حيلك يا بلد" على مسرح الجمهورية عام 1972.