اعتبرت شبكة "إيه بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية اليوم "السبت" أن المكاسب العسكرية الواسعة التي تحققها القوات النظامية الموالية للرئيس بشار الأسد في الأسابيع الأخيرة، فضلا عن استحواذها على معاقل المعارضة الواحدة تلو الأخرى، جميعها عوامل تعزز موقفه خلال محادثات "جنيف 2" المقررة لحل الأزمة السورية. وأشارت الشبكة في سياق تقرير بثته على موقعها الإليكتروني إلى أن حكومة الأسد تستغل بنجاح الانقسامات الكبيرة بين أطياف المعارضة سواء عسكريا كان أو سياسيا وتناقص المساعدات الخارجية لمسلحي المعارضة، فضلا عما يحظى به الأسد من دعم داخلي ملموس، فجميعها عوامل تساهم في تعزيز وتقوية موقع السلطة الحالية. وتابعت تقول "إن المكاسب الأخيرة التي حققتها القوات الحكومية على مشارف العاصمة دمشق وفي مدينة حلب أكبر مدن الشمال السوري، عززت من موقع الأسد وكلما زاد تقدم القوات، كان من السهل رفض طلبات المعارضة (المنقسمة والضعيفة) خلال أي محادثات". لافتة إلى أكبر المكاسب التي حققتها القوات أيضا في ضواحي جنوبدمشق، مدعومة بميليشيات تنظيم حزب الله اللبناني والمقاتلين الشيعة العراقيين واستيلاءهم على خمس ضواحي في الحادي عشر من أكتوبر الماضي. وقالت "إيه بى سي": إن آخر تلك البلدات كانت بلدة الحجيرة التي اجتاحتها القوات النظامية الأربعاء الماضي بعد أيام من استيلائهم على بلدة سبينة المتاخمة، في الوقت الذي حرصت فيه كاميرات التليفزيون الحكومي على بث لقطات انتصار القوات ورفع العلم "ذات النجمتين" وسط المباني المدمرة جراء القصف والشوارع الممتلئة بالأنقاض. وفي شمال سوريا، استطاعت قوات الأسد الاستيلاء على بلدتي تل عران والسفيرة (الواقعة جنوب شرق مدينة حلب والتي تعد مسرحا للمعارك بين الجانبين)، فضلا عن استعادة السيطرة على قاعدة عسكرية بالقرب من مطار حلب الدولي، فيما يعد الصراع على مدينة حلب "أكبر المدن السورية" هو الأعنف على الإطلاق حيث تدور المعارك بين الجانبين منذ صيف العام الماضي ويتقاسم الجانبان أجزاء بها وبقيتها بات عبارة عن ركام. ورأت الشبكة أن تقدم القوات الحكومية نحو حلب يشكل صعوبات مضاعفة للمعارضة المسلحة منذ أن أعلنت إحكام قبضتها على منطقة الشمال - والذي وقع الكثير منها في أيدي المعارضة المسلحة خلال الماضي - وكان أكثر بكثير مما كان متوقعا، حيث أدت الخلافات الشديدة بين فصائل المعارضة المسلحة في الشمال إلى تلك الانتصارات المتتالية لقوات الأسد. وألمحت الشبكة إلى أن جماعات المعارضة المسلحة "المعتدلة" يعترضها ما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (التابع لتنظيم القاعدة وأغلب مقاتليه من الأجانب). فيما شهدت الشهور الأخيرة اشتباكات عنيفة بين الجانبين خلفت الكثير من الضحايا من الجانبين، مشيرة إلى أن المزيد من التنظيمات المتشددة داخل المعارضة دخلت أيضا في صراع آخر مع الأقلية الكردية السورية صاحبة الوجود الكبير في شمال شرق سوريا وبعض الأجزاء من حلب ، لذا، فإن تلك النزاعات الداخلية مجتمعة استنزفت قوة المعارضة المسلحة وتسببت في تقويض جهودها الرامية لإسقاط نظام الأسد. وعزت الشبكة ضعف المعارضة للمزيد من الأسباب، ومنها رفض واشنطن التدخل العسكري في سوريا والذي كانت المعارضة تعلق عليه آمالا كبيرة حتى ولو كان محدودا، فإنه كان سيغير موازين تلك الحرب الأهلية لصالح المعارضة المسلحة، وما زاد من إحباطهم أيضا هو أنهم يعتبرون إبرام اتفاق دبلوماسي مع الأسد هو بمثابة إعطائه ضوءا آخر للاستمرار في ارتكاب المجازر بحق السوريين وجعله شريكا للمجتمع الدولي على الأقل حتى انتهاء تدمير الترسانة الكيميائية - حسب الشبكة -. أما السبب الثاني، فهو نقص تدفق الأسلحة والذخيرة الحية عبر الحدود التركية وسط تزايد مخاوف حكومة أنقرة من الحكم الظاهر للإسلاميين المتشددين على الحدود.