قال مسئولون ومستثمرون إن المشاركة المصرية في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، الذي بدأ فعالياته الأسبوع الجاري، تأتي أكثر فاعلية عما كانت عليه في ظل عهد النظام السابق. وأكدوا أن اقتصاديي العالم حاولوا التعرف على تأثير التغييرات السياسية في مصر وصعود التيار الإسلامي على الاقتصاد، وهو ما دفع مسئولي المنتدي إلى دعوة الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية. وقال أسامة صالح، رئيس هيئة الاستثمار، إن المشاركة في منتدى "دافوس" أو أي تجمعات عالمية اقتصادية تعد أمرا ضروريا، شريطة أن تكون مساهمة ذات أهداف محددة. وأضاف، في تصريح ل"صدى البلد"، أن الوضع العام حاليا استوجب الإعلان عن رسالة واحدة أمام ممثلي دول العالم المشاركين في المنتدى، وهى أن مصر مستمرة في الاقتصاد الحر، في ظل صعود التيار الإسلامي على الساحة السياسية. وأكد صالح أن طرح الأفكار الاقتصادية في ظل المتغيرات السياسية يعد مطلبا غربيا للتعرف على التوجهات الجديدة وهو ما كان موضوع "دافوس" العالمي هذا العام، والذي اختلفت المشاركة المصرية فيه، مشيرا إلى أنه يجب نشر الاستقرار سواء بالأمن أو في المجال السياسي، حتى يتسنى للمستثمرين الأجانب اتخاذ قرارات الاستثمار في مصر. ولفت إلى أن ما يتم طرحه من أفكار هذا العام على المستثمرين والمسئولين الغربيين يرتكز على سياسات استثمارية تتخطى العقود أي عشرات السنين، وليست لمرحلة انتقالية مما يمثل استقرارا للأوضاع، موضحا أنه كان من الضروري توضيح وجهة نظر التيارات الإسلامية في الاقتصاد، وهو ما تم توضيحه من خلال المدعوين من مصر لحضور مؤتمر دافوس، خاصة أن التيارات الإسلامية لديها برامج اقتصادية. واعتبر حازم الببلاوي، وزير المالية السابق، دعوة الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، لإلقاء كلمة في منتدى دافوس هذا العام، "أمرا طبيعيا"، خاصة بعد صعود التيار الإسلامي. وقال الببلاوي، في تصريح خاص، إن صعود التيار المسيحي كان سيدفع القائمين على قمة "دافوس" بدعوة البابا للاطلاع على الرؤية الاقتصادية الجديدة، مضيفا أن منتدى دافوس لأول مرة يدعون فيه رجال الدين، حيث كانوا يدعون رجال الأعمال والسياسة في مصر، لكن التغيرات السياسية فرضت نفسها في الوقت الراهن. من جانبه، قال الدكتور عادل العزبي، نائب رئيس شعبة المستثمرين، إن المشاركة المصرية في دافوس هذا العام كانت أكثر إيجابية، خاصة أن جمال مبارك، نجل الرئيس السابق كان يهتم بالحضور بغرض الدعاية وليس لأهداف أخرى. وأضاف أن المنتدى يحاول اكتشاف تأثير التغييرات السياسية على الاقتصاد في أسواق دول الربيع العربي، خاصة أنه دعا مرشحين محتملين للرئاسة وهما عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح، للتعرف على أفكار من سيتولى مقاليد السلطة، في ظل صعود الاسلاميين. وجاءت كلمة المفتي في دافوس التي ألقاها أمس، الاثنين، بعنوان رمانة الميزان في التوازنات الإقليمية والدولية، وركزت على توضيح سماحة الإسلام والتأكيد على أن مصر الآن في طريق الاستقرار السياسي الذي سيقودنا إلى الاستقرار الاقتصادي. وفي هذه الأثناء ذكرت وكالات عالمية، أن ممثلي دول الربيع العربي دعوا الحضور في دافوس إلى الاستثمار في بلادهم ودفع المخاوف من صعود الإسلاميين. وقال حمادي الجبالي، رئيس الوزراء التونسي: "لا أعتقد أنه يجب أن يطلق على النظام الجديد اسم الإسلام السياسي، علينا أن نكون حذرين في اختيار المصطلحات، لقد شهدنا انتخابات حرة ونزيهة قادت إلى نشوء أنظمة ديمقراطية". وقبل 12 شهرا كان الحاضرون في دافوس يشاهدون بثا تليفزيونيا حيا للحشود التي تدفقت على ميدان التحرير في وسط القاهرة في زلزال سياسي لم يكن الكثيرون منهم يتوقعونه. وأضاف قائلا "نحن منفتحون جدا، يمكننا ضمان مصالحكم واستثماراتكم بصورة أفضل من قبل، مصالحنا متكاملة، نحن بحاجة إلى هذه الاستثمارات ونسعى إليها".