نفي الدكتور عبد الوهاب كامل، الأستاذ بالأكاديمية البحرية، أن يكون هناك أي تأثير لخط السكة الحديد الذي أنشأته روسيا مؤخرًا ليكون طريقا للتجارة بديلا عن قناة السويس، قائلا "خط السكة الحديد الروسي لن يؤثر علي قناة السويس مطلقا". وأرجع "كامل" في تصريح ل"صدى البلد" رأيه إلى قلة الحمولة التي من المتوقع ان يحملها القطار في الرحلة الواحدة مقارنة بما تحمله الحاويات التي تمر بقناة السويس، مؤكدا أن الهدف من نشر تلك الموضوعات إثارة الخوف والفزع في نفوس المصريين. وكانت روسيا قد اعلنت عن انتهاء أول عملية ربط بري عبر السكك الحديدية مع كوريا الشمالية، لتقترب روسيا من تحقيق حلمها القديم بأن تتحول إلى مركز دولي لمرور التجارة عبر أراضيها، لتربط بين آسيا وأوروبا وتصبح ممرًا تجاريًا عالميًا بديلاً عن قناة السويس. ووفقا لوكالة "بلومبرج" الأمريكية فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يخطط منذ سنوات لزيادة دور روسيا في التجارة العالمية، ومنافسة قناة السويس من خلال توفير طرق تجارة بديله بين أوروبا وآسيا وأمريكا أيضا. ويربط الخط الجديد بين ميناء "راجين" في كوريا الشمالية والذي أعيد بناؤه مؤخرا وبين منطقة "كازان" جنوب شرق من روسيا الاتحادية، وقد بدأ العمل في هذا الخط الحديد عام 2003، ويبلغ طوله حوالي 54 كيلومترًا، ويعد أول اتصال لكوريا الشمالية بالعالم الخارجي بعيدا عن الصين، وسيكسر العزلة الدولية المفروضة على النظام الكوري. وأشارت بلومبرج إلى أن الرئيس بوتين شخصيا كان يتبنى المشروع منذ سنوات وأصبح حلما لروسيا، وبذلت جهودا كبيرة لإقناع الكوريتين باقامة المشروع الضخم الذي سيبدأ من كوريا الجنوبية ويخترق أراضي كوريا الشمالية رغم الخلاف السياسي والعسكري بين البلدين، ويصل إلى طريق السكك الحديدية الروسي الذي يمر في شمال سيبيريا والمنطقة المتجمدة ليصل إلى أوروبا. وسيسمح هذا الخط بالربط بين شبكة الطرق الحديدية الأوربية التي يبلغ طولها حوالي 800 كيلو متر، وبين أقصى شرق آسيا لتنقل حركة التجارة بين القارتين عبر السكك الحديدية. ووفقا للخبراء فإن الطريق الجديد سيشكل خطرا كبيرا على وضع قناة السويس حيث سينقل البضائع والمنتجات بين أوروبا وآسيا أسرع ثلاث مرات من قناة السويس، والتي يمر بها في العام ما يقرب من 17 ألف سفينة، وتستحوذ بمفردها على ما يقرب من 8% من حجم التجارة العالمية البحرية. وتشير بلومبرج إلى أن الطريق الروسي الجديد سيمثل أهمية كبيرة للتجارة العالمية، خاصة في ظل تزايد الأزمات السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط، وزيادة أعمال القرصنة في جنوب البحر الأحمر، بالإضافة إلى الاضطرابات التي تشهدها مصر وسوريا: وأصبحت شركات الشحن البحري تتحمل نفقات متزايدة لتأمين السفن التي تتعرض لمخاطر كبيرة خلال رحلتها عبر قناة السويس. ومن المتوقع أن تتطلب رحلة البضائع عبر الخط الحديدي الروسي حوالي 14 يوما، بينما تتطلب الرحلة من خلال قناة السويس 45 يوما.