شدد الشيخ مظهر شاهين، إمام مسجد عمر مكرم الملقب ب"خطيب الثورة"، اليوم فى خطبة الجمعة بميدان التحرير، على ضرورة محاكمة قتلة الثوار فى أحداث ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء، وإجراء محاكمة عسكرية لكل الفاسدين من أعوان النظام السابق وعلى رأسهم الرئيس السابق مبارك. وطالب شاهين بإصدار قرار ثوري بتطهير الإعلام وإعادة أموال مصر المنهوبة من خارج البلاد ومحاكمة سارقيها. كما طالب بتطهير جميع أجهزة الدولة ومؤسساتها والعمل على إعادة المصانع والشركات المصرية التى تمت خصخصتها بأموال بخسة ومحاسبة المسئولين عن ذلك، وتطهير القضاء. وطالب أيضًا، البرلمان بإنشاء محاكمات ثورية تختص بمحاكمة النظام السابق، حتى يستطيع الشعب المصرى استعادة حقوقه المنهوبة. ودعا شاهين أعضاء البرلمان للنزول الى ميدان التحرير عقب عصر الثلاثاء المقبل بعد أول جلسة انعقاد لهم؛ ليصلوا جميعا فى الميدان صلاة الغائب على شهداء الوطن، مشيرا الى أن البرلمان جاء بفضل الشهداء ويستمد شرعيته من الميدان وجميع الميادين الثائرة فى البلاد، ليكون ذلك اعترافا من النواب بقيمة هؤلاء الشهداء وشرعية القصاص لهم، مرددا ومن خلفه المتظاهرون الله أكبر.. الله أكبر. وأكد الشيخ مظهر شاهين أن الثوار لم يأتوا إلى ميدان التحرير فى ذكرى الثورة للاحتفال أو الغناء، ولكنهم جاءوا للمطالبة بالقصاص العادل من قتلة الشهداء، مشيرا إلى أنه ليس من المقبول أن يتم الاحتفال والرقص ودماء الشهداء التى سالت على أرض مصر لم تجف بعد. وأكد شاهين أن من يتهمون الثوار بالخروج عن القانون والسلمية والوقوف وراء محاولات لكسر الجيش وإسقاط القضاء المصرى هم أعداء الثورة، مشيرا إلى أن الثوار هم الأحرص على الجيش والقضاء المصرى. ولفت إلى أن من يوجه تلك الاتهامات هم من يتلقون دعما ماليا من رموز النظام السابق المحبوسين فى سجن طرة من أجل تشويه وجه الثورة المصرية والثوار، وهم من يريدون إشعال حرب أهلية فى البلاد تقضى على مقدرات الوطن، مضيفا أن الثوار سيظلون على سلميتهم حتى آخر قطرة من دمائهم، وهى سلمية لا تعنى التخاذل أو الانهزام أو الخوف والجبن ولكنها تعنى القوة والعزة والشموخ. وشدد شاهين على استمرار الثوار وصمودهم لحين استكمال جميع مطالب الثورة، مطالبا بسرعة تسليم إدارة البلاد إلى سلطة مدنية، ووضع دستور قوى محترم يعبر عن إرادة الشعب بحيث تتشارك فيه كل القوى والتيارات السياسية دون إقصاء لأحد. وانتقد الشيخ مظهر شاهين، إمام مسجد عمر مكرم في خطبة الجمعة، من يرددون بأن الشرعية ليست من ميدان التحرير.. قائلا ان ميدان التحرير يمثل الأب لجميع الميادين الثائرة فى مصر وهو الذي أطاح بالنظام السابق. وأكد الشيخ شاهين على عدد مما وصفها ب"قرارات ثورية صادرة من الميدان" من بينها المطالبة بمراجعة جميع الحسابات الخاصة بقناة السويس منذ 30 عاما وحتى اليوم، ومعاملة جميع المواطنين من خلال الدستور القادم معاملة واحدة بلا أدنى فرق بينهم والمساواة بين أفراد الشعب مسلمين ومسيحيين فى الحقوق والواجبات كأفراد حقيقيين لهذا الوطن العظيم دون أدنى فرق بينهم. وشدد إمام مسجد عمر مكرم على أن المادة الثانية من الدستور تضمن حق المسيحيين فى كل الحقوق والواجبات الممنوحة لإخوانهم المسلمين فى مصر، مؤكدا أن المسلمين والمسيحيين سيظلون يدا واحدة؛ حيث كان جميع المتظاهرين بالميدان يبيتون أيام الثورة فى مسجد عمر مكرم وكنيسة قصر الدوبارة دون أن يسأل أحد عن ديانة الآخر. وعقب أداء صلاة الجمعة، أم الشيخ مظهر شاهين جموع المتظاهرين لأداء صلاة الغائب على أرواح شهداء الثورة المصرية وثورات الربيع العربى. كما دعا الشيخ أحمد المحلاوي، إمام مسجد القائد إبراهيم وأحد أقطاب الحركات الإسلامية، في خطبة الجمعة إلى عدم هدر الجهد في المظاهرات والمسيرات، مؤكدا على ضرورة توفير الوقت والجهد لإعادة بناء مصر. وقال المحلاوي إن الوقت والظروف الحالية التي تمر بها مصر لا تحتاج إلى الاختلاف ولكن تحتاج إلى العمل واتحاد جميع القوى الوطنية من أجل استكمال مطالب الثورة وإعادة بناء الدولة ومؤسساتها المختلفة لتحقيق الارتقاء الاقتصادي. وكانت ثلاث مسيرات انطلقت الجمعة من ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية في اتجاهات مختلفة في ظل هطول الأمطار بكثافة على المتظاهرين الذين رفعوا الأعلام المصرية، واحتموا بها من المطر، بالإضافة إلى اللافتات التي غمرتها المياه ومسحت كلمات الشعارات والمطالب التي احتوتها. وشارك في المسيرات الثلاث عدد من الحركات والقوى السياسية ومنها ( لازم، وكلنا، و6 أبريل، وكفاية) بالإضافة إلى حملات (دعم البرادعي، وكاذبون، ولا للمحاكمات العسكرية)؛ حيث طالب المتظاهرون بسرعة إنهاء محاكمات رموز الفساد من مسئولي النظام السابق، بالإضافة إلي تسليم سلطة البلاد إلى إدارة مدنية. وانطلقت المسيرة الأولى إلى قيادة المنطقة الشمالية، فيما توجهت مسيرة أخرى إلى مقر الإذاعة والتليفزيون بمنطقة باكوس، بينما اتجهت المسيرة الأخيرة إلي مقر اعتصام سموحة بميدان فيكتور عمانويل.