قال مسؤول أمريكي كبير، إن الولاياتالمتحدة والصين تتفقان بقوة على الحاجة الى أن يسارع مجلس الأمن الدولي الى تبني قرار ملزم بشأن إزالة ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية، جاء هذا في تصريحات تهدف فيما يبدو الى ممارسة ضغط على روسيا للموافقة على هذا التحرك. لكن موقف روسيا لم يتغير فيما يبدو، وحين سئل عما اذا كان الدبلوماسيون اقتربوا من التوصل الى اتفاق على مشروع قرار سوريا أجاب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قائلا للصحفيين في الأممالمتحدة "روسيا قريبة جدا. الولاياتالمتحدة ليست كذلك." وتتفاوض الولاياتالمتحدة منذ ايام على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مع روسيا الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الاسد لإنهاء الجمود الممتد منذ فترة طويلة بشأن سوريا التي تشهد حربا أهلية منذ عام 2011. ويقول دبلوماسيون غربيون إنهم اوشكوا على التوصل الى اتفاق مع روسيا، لكن موسكو نفت ما ذكره دبلوماسيون غربيون يوم الأربعاء من أن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وافقت على هيكل مشروع قرار للتخلص من الأسلحة الكيماوية السورية. واجتمع وزير الخارجية الامريكي جون كيري مع نظيره الصيني وانغ يي لنحو ساعة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال المسؤول الامريكي الكبير الذي طلب عدم نشر اسمه "فيما يتعلق بسوريا اتفق الوزيران بقوة على الحاجة الى صدور قرار ملزم من مجلس الأمن الدولي." وأضاف "ناقشا قيمة الوحدة بين مجموعة الدول الخمس (الدائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي) ويشعر الجانبان أن من المهم أن يتحرك المجلس بسرعة وكذلك أن تتحرك منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بسرعة.، ويتفاوض دبلوماسيون من الدول الخمس الدائمة العضوية على تفاصيل مشروع القرار الذي يدعم اتفاقا توصلت اليه روسياوالولاياتالمتحدة في 14 سبتمبر في جنيف للتخلص من ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية. واستخدمت الصين وروسيا حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة مشروعات قرارات لمجلس الامن الدولي منذ اكتوبر 2011 كانت ستدين حكومة الاسد وتهددها بعقوبات، وقال دبلوماسيون غربيون إن بكين ليست لديها اسباب تذكر لدعم الاسد لكنها حريصة على ضمان استمرار دعم روسيا لها في مجلس الأمن في قضايا مثل كوريا الشمالية، وقال دبلوماسي غربي طلب عدم نشر اسمه "الصين تسير على خطى روسيا فيما يتعلق بسوريا." وكان من نقاط الخلاف الرئيسية بين روسيا والقوى الغربية ما اذا كان مشروع القرار سيندرج تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة الذي يمنح مجلس الأمن صلاحية تطبيق قراراته باتخاذ إجراءات مثل فرض عقوبات او استخدام القوة العسكرية. وأوضحت روسيا أنها لن تقبل بصدور قرار أولي بموجب الفصل السابع وأنه لن يتم اتخاذ اي إجراءات عقابية الا اذا ثبت بشكل واضح عدم التزام سوريا على أساس قرار ثان من مجلس الأمن بموجب الفصل السابع. ويشير أحدث مشروع قرار اطلعت رويترز على نسخة منه بوضوح الى أنه بموجب البند 25 من ميثاق الأممالمتحدة تكون كافة قرارات مجلس الأمن الدولي ملزمة قانونا. والإشارة الوحيدة لاستخدام القوة في مشروع القرار هي تهديد بأنه اذا لم تلتزم سوريا به فإن مجلس الأمن الدولي سيتخذ إجراءات عقابية بموجب الفصل السابع. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إنه تم إحراز "تقدم واضح" بين الدول الخمس الدائمة العضوية لكن مازالت هناك حاجة لوضع اللمسات النهائية على التفاصيل. وقال فابيوس إنه "راض" عن أن روسيا قبلت مطالب فرنسا في هذه المرحلة بالنسبة لمشروع القرار بما في ذلك الإشارة الى الفصل السابع اذا لم تنفذ سوريا التزاماتها وكذلك محاسبة من ارتكبوا هجوم 21 اغسطس بالأسلحة الكيماوية. ووافق الرئيس بشار الاسد على تدمير أسلحة سوريا الكيماوية في اتفاق أبرمته الولاياتالمتحدةوروسيا تم التوصل اليه بعد الهجوم بغاز السارين على المدنيين في ضواحي دمشق الشهر الماضي. والهجوم هو الاكبر من حيث عدد القتلى الذي تستخدم فيه أسلحة كيماوية منذ 25 عاما. والقت واشنطن باللوم على قوات الاسد في الهجوم الذي قالت إنه أودى بحياة اكثر من 1400 شخص وهدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بضربة عسكرية أمريكية ردا على هذا. وقالت روسيا والاسد إن مقاتلي المعارضة هم المسؤولون عن الهجوم. ويسعى مقاتلو المعارضة للإطاحة بالأسد في حرب أهلية أودت بحياة اكثر من 100 الف شخص. وكشفت حكومة الاسد الاسبوع الماضي عن حجم ترسانتها من الاسلحة الكيماوية لمنظمة مراقبة الأسلحة الكيماوية المدعومة من الأممالمتحدة ملتزمة بأول موعد في اتفاق نزع السلاح الذي يدعو الى التخلص من الأسلحة بحلول يونيو حزيران 2014. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف يوم الخميس إن روسيا مستعدة للمساعدة في حراسة مواقع الاسلحة الكيماوية السورية وتدمير مخزونات الاسد لكنها لن ترسل أي اسلحة كيماوية الى روسيا لتدميرها.