من جديد عادت مدرسة الفن والهندسة لتفتح أبوابها من جديد، بعد أن استطاع الفارس الأبيض انتزاع لقب بطولة كأس الكونفدرالية على أرضه ووسط جمهوره من بين أنياب نادي نهضة بركان المغربى، الفريق الذى لا يشق له غبار في هذه البطولة، ولا تتعجب عزيزى القارئ، إذا علمت أن الفريق المغربى لم يتلق أية هزيمة فى مشواره خلال البطولة، إلا فى مباراة الإياب ضد الزمالك. سعادتى بفوز الزمالك وعودته لمنصات التتويج الإفريقية، لا تأتي من كوني من مشجعى المارد الأبيض، بل ستتعجب عزيزي القارئ إذا علمت أن كاتب هذه السطور من أشد المشجعين والأنصار للنادي الأهلى المصرى منذ الطفولة، ورغم تسيد الشياطين الحمر للقارة الإفريقية وحصولهم على 11 بطولة دورى أبطال أفريقيا، إلا أنني دائما ما كنت أحزن لغياب الزمالك عن المنافسات الإفريقية طوال السنوات الماضية. تصدر الزمالك والأهلى للمشهد الكروى الإفريقي، وتسيدهم لأندية القارة السمراء، وتواجدهم الدائم على منصات البطولات القارية، هو بداية الطريق الصحيح لعودة الفريق الوطنى المصري للسيطرة من جديد على الكرة الإفريقية، ويخلق أمام الجهاز الفنى الوطنى بقيادة التوأم حسام وإبراهيم حسن خيارات عديدة لاكتشاف لاعبين جدد لتدعيم القوام الأساسى للمنتخب الوطني، سيما أن الفترة القادمة لا بد أن تشهد إحلالا وتجديدا في نواة المنتخب المصرى، لتشكيل جيل جديد قادر على الوصول والمنافسة في كأس العالم 2026. تألق الأهلى والزمالك، وحصولهم على البطولات الإفريقية باختلاف مسمياتها، سيظهر معادن لاعبين جدد من حقهم الانضمام للمنتخب ودعم قوامه، وسيساعد الجهاز الفني في التنوع وتجهيز البدائل، خاصة أننا مقبلون على تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2025، وكذلك منافسات تصفيات كأس العالم. تاريخيا، وخلال 7 بطولات لكأس الأمم الإفريقية، استطاع المنتخب المصرى الفوز بها، كان قوام المنتخب من نجوم القطبين، وأفرزت منافسات الأهلى والزمالك فى بطولة الدورى المحلى، وبطولات إفريقيا، لاعبون محليون، استطاعوا مجابهة أعتى المنتخبات الإفريقية، والتى زخرت بأسماء نجوم محترفين، بزغوا فى سماء الكرة الأوروبية، لكنهم لم يستطيعوا قهر الفراعنة المحليين، وما ديديه دروجبا وصامويل إيتو ويايا توريه، وغيرهم من الأساطير الإفريقية عنا ببعيد. لهذا كان حصول الزمالك على الكونفدرالية الإفريقية بالنسبة لى كمشجع أهلاوى، بمثابة الفأل الحسن، لقدرة الأهلى على حسم مواجهته المرتقبة مع الترجى التونسى، وحصد بطولة دورى أبطال إفريقيا للمرة ال 12، وبمشيئة الله سيكون هذا النجاح الإفريقى للقطبين هو بدابة الإنطلاق لحصد المنتخب لكأس الأمم الإفريقية القادمة، والتأهل لكأس العالم، لذلك وبكل حب و روح رياضية من مشجع أهلاوى، أقول "يا مرحب بعودة الزمالك".