أكد وكيل وزارة الخارجية السودانية السفير رحمة الله عثمان، أن حكومة الخرطوم تنتظر من المبعوث الأمريكي الجديد دونالد بوث، أن يقدم رؤية متكاملة حول مهمته وما تتضمنه من طرح جديد يمكن أن يسهم في دفع علاقات البلدين للأمام، مضيفًا أن بلاده "لم ترى أثرًا إيجابيًا يتحقق من التعامل مع المبعوثين الخاصين، مما يثير التساؤل حول جدوى اعتماد المبعوثين كوسيلة لإدارة علاقات البلدين" . وقال المسئول بالخارجية السودانية- عقب لقائه اليوم " الأحد" بالخرطوم بالمبعوث الأمريكي الجديد للسودان دونالد بوث، إن كلا من السودان وجنوب السودان، قد أحرزا تقدمًا كبيرًا في التعامل مع القضايا العالقة بينهما، وأن الآليات المتفق عليها في حل بقية القضايا, بما يشمل التواصل المباشر بين رئيسي البلدين كما حدث مؤخرا والآلية رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي، كفيلة بأن تقود البلدين إلى خطوات عملية في حل ما يعترضهما من مشاكل في القضايا المختلفة. وأبدى عثمان، استغرابه من سعي بعض الجهات لتضخيم قضية "ابيى" والسعي إلى فرض الضغوط بشأنها .. مشيرًا إلى أن العالم يذخر بالمشكلات المشابهة التي تأخذ وقتا طويلاً للتوصل إلى تسويات بشأنها. وأوضح أن لقاء رئيسا السودان الأخير أثبت أن الطرفين قادران على حل قضاياهما بالتعاطي المباشر بعيدًا عن الضغوط والأجندة الخارجية، حيث أكدا عزمهما على حل قضية ابيى بالتراضي وبما يحفظ حقوق كل الأطراف. وأضاف أن أي جهد أمريكي للتعاطي مع هذه القضايا، ينبغي أن يصب في دعم الآليات القائمة والمتفق عليها, كما ينبغي لهذا الدور أن يمر عبر بوابة العلاقات مع حكومة السودان، مما يجعل من الأهمية بمكان الاتفاق على خطة واضحة لتحسين العلاقات الثنائية أولا. وفى ذات الإطار, وردا على استفسار المبعوث حول الخطوات التي يرى الجانب السوداني أنها تمثل أولوية للبدء في تطوير العلاقات الثنائية, أوضح وكيل الخارجية السودانية، إن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب يمثل استحقاقا تقادم عليه الزمن، وإجراءا كان ينبغي أن يتخذ منذ وقت طويل لعدم وجود ما يربط السودان بالإرهاب، خاصة وان تقارير وزارة الخارجية الأمريكية السنوية التي تصدر عن حالة الإرهاب في العالم تؤكد أن سجل السودان خال من أي علاقة له بالإرهاب، مما يحتم على الولاياتالمتحدة أن تفي بالتزاماتها في هذا الصدد وتزيل اسم السودان من تلك القائمة. وأكد إن قضايا السودان بما يشمل دارفور والمنطقتين، هي أجندة وطنية تمثل جانبا من مشروع البناء الوطني الذي تعكف الحكومة على تحقيقه مستصحبة في ذلك كل القوى السياسية الأخرى المنخرطة في العمل السياسي، كما أن تطوير العلاقات الثنائية مع جنوب السودان، هو هدف استراتيجي للدولة تسعى له دون النظر إلى الإملاءات أو الضغوط التي تحاول بعض الجهات فرضها على السودان، خاصة وان التجربة اثبتت بعد لقاء الرئيسين مؤخرا إن الطرفين يتطلعان إلى بناء علاقات وثيقة وجادة بينهما مستهدين في ذلك بالمصلحة والمنفعة المشتركة التي ستتحقق للشعبين جراء ذلك. وعبر الوكيل، عن أمله أن يسعى المبعوث الخاص الجديد إلى وضع العلاقات الثنائية بين بلاده والسودان كأولوية في مهمته بما يؤدى في نهاية الأمر إلى معالجة انشغالات حكومة السودان- في هذا الصدد- وحتى يتمكن الجانب الأمريكي من لعب دور إيجابي في القضايا الأخرى التي تهم السودان.