قال الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية إن هناك من يحاول تحميل الدعوة السلفية وحزب النور مسئولية الدماء التي أريقت، والحرمات التي انتهكت مؤكداً أنه لا يجوز أن يُنسب لمن أنكر ونهى عن السوء مشاركته فيه لمجرد وجوده في المكان. وأضاف برهامي في رسالة له بعنوان " معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون" عبر موقع "صوت السلف" أن هناك من يحمل الدعوة السلفية مسئولية احتمال "التغيير في هوية الأمة" في الدستور لمجرد مشاركتهم في لجنة الخمسين مؤكداً أنهم أبعد الناس عن ذلك لأنهم أمروا ونهوا ولم يسكتوا، وشاركوا ليقولوا الحق لا ليوافقوا على الباطل، وليقللوا الشر ويكثروا الخير –بحسب قوله-. وأوضح أن القضية التي تواجهها أمتنا تقتضي العمل بقواعد قصة "أصحاب السبت" التي قصها الله علينا في القرآن الكريم وأن تتم الدعوة والتبليغ قائلاً:" كثير من منكرات تقال وتفعل فيشهدها ويباشرها أقوام ويغيب عنها آخرون، فينكرها بعضهم ويقرها بعضهم، فيكون لكل واحد حكمه وليست العبرة بالقلة والكثرة". وتابع:" أما النتائج فليست على الداعي؛ فليس كل ما نريده نقدر عليه، والتعامل مع الواقع يقتضي معرفة وتيقن به بعد المعرفة بالشرع ومراتب المصلحة والمفسدة من خلاله، وترتيب أولويات العمل وواجبات المرحلة ومقتضيات العمل فيها، وليس بواجب غيرها من المراحل والذي أحيانًا قد يكون مجرمًا في واقع مختلف ومرحلة مختلفة ومن هنا كانت مشاركة "حزب النور" في "لجنة الخمسين" رغم كل العوار الذي اعترى تشكيلها ورغم الظلم الذي ظهر لكل منصف في اختيار أعضائها المعينين غير المنتخبين والإقصاء المتعمد للإسلاميين بحيث يستحيل أن يكون صوتهم مؤثرًا في التصويت؛ لكن ليس مانعًا من القيام بواجب الإعذار إلى الله، ولعل البعض أن يهتدي؛ ولتمنع المشاركة من التطرف في كتابة الدستور؛ بزعم أنكم دعيتم للمشاركة فلم تشاركوا فلا تلوموا إلا أنفسكم". وأشار برهامي إلي أن البعض حاول أن يلصق بحزب النور تهمة الإقرار بالباطل قائلا:"الحقيقة أنه ما كان من باطل ومنكر من البداية فلم نصنعه نحن ولكن صنعه غيرنا، وتسبب فيه غيرنا، ونحن نتعامل مع واقع أليم غاية في الألم كتب علينا قدرنا أن نعيش فيه، ووجب علينا شرعًا أن نتعامل معه بضوابط مراعاة القدرة والعجز، والمصلحة والمفسدة، والضرر المتعدي إلى آلاف بل ملايين المسلمين ثم بعد هذه اللجنة ستكون فرصة أخرى لإنكار الباطل "إن أصر عليه أهله" في الاستفتاء على التعديلات، فلابد أن نتواجد بدعوتنا في وسط الناس، ونجدد ما فقده الإسلاميون مِن ثقتهم؛ ليتقبلوا نصحنا إذا نصحناهم، ونشعرهم بخوفنا على مصلحة ديننا وأمتنا ووطننا".