قال حسن أحمد، الناطق باسم الهيئة القيادية العليا لحركة التحرير الفلسطينية "فتح" في قطاع غزة، إن اتصالات حركته مع قيادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة "مستمرة ولم تتوقف يوما ما... ولن تنقطع"، مشيرا إلى أن فتح ترفض حملة الاعتقالات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة الفلسطينية المقالة في القطاع ضد عناصرها بذريعة عملهم أو انتمائهم إلى حركة "تمرد" الفلسطينية، على حد تعبيره. وأضاف أحمد، في حوار مع مراسل وكالة الأناضول للأنباء في مكتبه بمدينة غزة، أن "الاتصالات لا ولن تنقطع مع حركة حماس، ونحن لدينا مفوضية للعلاقات الوطنية تختص بشأن الحفاظ على النسيج الوطني بين الفصائل، ونحن دائما ننظر بأفق واسع وعالي ونقف إلى جانب الكل الفلسطيني بنفس المسافة". وأشار إلى أن وفد من "فتح" برئاسة رئيس المجلس الثوري (هيئة عليا بالحركة) أمين مقبول اجتمع بالقيادي في "حماس" عماد العلمي قبل أسابيع قليلة في غزة، وتحاوروا "حول موضوع المصالحة وكيفية الخروج من الأزمة". وأوضح القيادي بحركة فتح أن وفد الحركة طرح موضوع تشكيل حكومة توافق وطني برئاسة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والاعداد لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية بالضفة الغربية وقطاع غزة لكن حركة "حماس" رفضت الاقتراح وطالبت بتنفيذ جميع بنود اتفاق المصالحة الموقع في القاهرة "كرزمة واحدة"، على حد قوله. واتفقت حركتا "فتح" و"حماس" في 17 يناير/ كانون الثاني الماضي في القاهرة على "صيغة توافقية" حول الملفات التي تضمنها اتفاق المصالحة الفلسطينية، ومنها تفعيل عمل لجنة الانتخابات المركزية، وبدء مشاورات تشكيل الحكومة، وأن تستأنف أيضًا لجنتا المصالحة المجتمعية والحريات العامة عملهما. لكن جميع البنود التي تم الاتفاق عليها لم تنفذ، باستثناء انتهاء لجنة الانتخابات المركزية من اعداد كشوف الناخبين الفلسطينيين. وفي سياق متصل، قال حسن أحمد، إن "الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة حماس في غزة تقوم باستدعاء واعتقال عناصر حركة فتح" على خلفية انتمائهم أو عملهم في حركة "تمرد" الفلسطينية، على حد قوله. ولفت إلى أن "فتح ترفض تلك الاعتقالات"، مؤكداً أن "استمرار حملة الاعتقالات لا تخدم المصلحة الوطنية ولا تساهم في تحقيق الوحدة الوطنية وتكرس الانقسام". وأضاف أن "أبناء فتح وطنيون بالدرجة الأولى، ونأمل من حماس أن تكف عن الاعتقالات والاستدعاءات لأن هذا ليس من شأنه أن يبني نسيجا وطنيا قوياً لأن النسيج القوي يحتاج إلى الثقة والاحترام المتبادل بين أبناء الفصائل الفلسطينية، فكل فصيل ما هو إلا وسيلة لتحقيق غاية تحرير فلسطين". وحول عدد المعتقلين من عناصر فتح في سجون "حماس" بغزة، قال أحمد: "نحن لا يوجد لدينا إحصائية بعدد المعتقلين لأن الاعتقالات والاستدعاءات تتم بشكل يومي، ومعظم عناصر فتح يشتكون من كثرة الاعتقالات والاستدعاءات". وتقول حكومة غزة أن جميع المعتقلين لديها من حركة فتح على خلفية جنائية أو أمنية. ونفى احمد، وجود أي علاقة لحركة "فتح" أو عناصرها في قطاع غزة بما يسمى حركة "تمرد" الفلسطينية، مؤكداً أن حركته هدفها هو تحرير فلسطين وليس تقويض حكم فصيل، أو اضعاف أي طرف فلسطيني. وقال: "فتح تريد أن تكون كل الفصائل الفلسطينية قوية لأن أمامنا مشور طويل لتحرير فلسطين نحتاج فيه الكل الفلسطيني". وتتهم حركة "حماس"، عناصر وقيادات محسوبة على حركة فتح بالوقوف ودعم حركة "تمرد" الفلسطينية التي تهدف إلى إسقاط حكم الحركة في غزة. وتطالب حركة تمرد الفلسطينيين في قطاع غزة بالخروج في مسيرات يوم 11/11/2013 للمطالبة برحيل حكومة حركة حماس. وكانت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس، قد قالت يوم الجمعة الماضي، في مؤتمر صحفي لها، إنها كشفت مخططا "يستهدف ضرب غزة بالتنسيق بين المخابرات الإسرائيلية، وجهازي المخابرات والأمن الوقائي التابعين للسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية، وأجهزة مخابرات عربية، بالتنسيق مع القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان". لكن المفوض السياسي العام، الناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية، عدنان الضميري، نفى الاتهامات التي وجهتها حركة حماس في قطاع غزة للسلطة الفلسطينية بالتخطيط لاستهداف القطاع بالتعاون مع أجهزة مخابرات عربية، فيما اعتبرها القيادي الفتحاوي، محمد دحلان ب"الهزيلة والملتبسة".