في تطور مخيف، أصدرت جماعة الحوثي في اليمن تهديدات رداً على الغارات الجوية الأخيرة التي قادتها الولاياتالمتحدة.. ويثير الوضع مخاوف ليس فقط بشأن احتمال نشوب صراع إقليمي أوسع نطاقا ولكن أيضًا بشأن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، حيث حذّر مسئول كبير في الأممالمتحدة من أن المنطقة على شفا المجاعة. وفقا لما نشرته نيويورك تايمز، تصاعد التوتر مع ضربة صاروخية أمريكية انطلقت من سفينة حربية في البحر الأحمر، استهدفت محطة رادار خارج العاصمة اليمنية صنعاء، السبت وجاء ذلك في أعقاب وابل واسع النطاق من الضربات التي قادتها الولاياتالمتحدة ضد ما يقرب من 30 موقعًا في شمال وغرب اليمن، بهدف ردع هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر.
وعلى الرغم من التقليل من مسؤولي الحوثيين من تأثير هذه الضربات على قدراتهم، يحذر المسؤولون الأمريكيون من أن الغارات الجوية لم تلحق سوى أضرار بجزء صغير من القدرة الهجومية للحوثيين. وينظر الحوثيون، الذين واجهوا انتقادات متزايدة في الداخل، إلى الأزمة على أنها فرصة لصرف الانتباه. ومع ذلك، فإن الخطر الأكبر يقع على عاتق السكان اليمنيين الفقراء بالفعل، حيث يعتمد 21 مليون شخص، أي ثلثي السكان، على المساعدات من أجل البقاء.
وسلط مارتن غريفيث، مسئول الإغاثة التابع للأمم المتحدة، الضوء على الوضع المزري في شمال غزة، حيث أدى الحصار الإسرائيلي إلى ظهور الجثث في الشوارع وتوقف السكان عن شاحنات المساعدات بسبب اليأس. ووجه غريفيث اللوم إلى إسرائيل في تأخير ورفض السماح للقوافل الإنسانية، مشيرا إلى أن خطر المجاعة في غزة يتصاعد يوميا.
وتحاول قطر التوسط في محادثات مع إسرائيل للسماح بدخول المزيد من الأدوية إلى غزة، بشرط إرسال الأدوية الطبية إلى الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس. ويعرب خبراء المجاعة عن قلقهم إزاء النطاق غير المسبوق للحرمان من الغذاء في غزة، والذي تفاقم بسبب طقس الشتاء القاسي واكتظاظ الملاجئ وتدهورها.
تنفي إسرائيل عرقلة المساعدات، متذرعة بمخاوف أمنية وجهود لمنع وصول الإمدادات إلى أيدي حماس. لقد أدى الهجوم الإسرائيلي المستمر على غزة، والذي بدأ رداً على هجوم بقيادة حماس، إلى مقتل أكثر من 23 ألف شخص وإجبار 85% من السكان على ترك منازلهم.
ومع تطور الأزمة، من المتوقع حدوث احتجاجات ضخمة ضد الهجوم الإسرائيلي على مستوى العالم، بينما في إسرائيل، يظل التركيز على الرهائن ال 136 الذين يُعتقد أنهم محتجزون في غزة. لقد استجاب الحوثيون، بدعم من إيران، بشكل طفيف للغارات الجوية الأمريكية والبريطانية الأخيرة، مما تسبب في تعطيل طرق التجارة العالمية والتأثير على صناعات مثل إنتاج السيارات والأثاث في أوروبا.
ولا يزال الخبراء يشككون في أن الضربات الجوية ستجبر الحوثيين على التراجع، مما قد يعزز موقفهم. حذر مسؤول حوثي من مزيد من الاعتداءات على السفن في البحر الأحمر والرد القوي على الولاياتالمتحدة، وربط أفعالهم بالحرب المستمرة في غزة.. ولا يزال الوضع محفوفا بالمخاطر، حيث يلوح في الأفق شبح حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.