أصبح مضيق باب المندب نقطة ساخنة للتوتر مع تصعيد الحوثيين الذين ترعاهم إيران استهدافهم للسفن التجارية في البحر الأحمر. ومع مرور ما يقرب من سدس التجارة العالمية عبر هذا الطريق البحري الحاسم، تتزايد المخاوف بشأن المخاطر المتزايدة التي تواجهها السفن، مما يؤثر على تكاليف التأمين وديناميكيات التجارة الشاملة.
ورداً على التهديد المتصاعد، قادت الولاياتالمتحدة عملية حارس الازدهار، وهي مبادرة متعددة الجنسيات تهدف إلى توفير الدعم العسكري والحماية للشحن التجاري الذي يعبر المنطقة. حاليًا، تلتزم ثلاث سفن عسكرية أمريكية بالعملية، مع توقع مساهمات إضافية من المملكة المتحدة وكندا ودول أخرى في الأيام المقبلة.
في حين أن السفن العسكرية يمكن أن توفر درجة من الحماية ضد صواريخ الحوثيين وطائراتهم بدون طيار، إلا أنها لا توفر ضمانات مضمونة لسلامة الشحن التجاري. تدفع حالة عدم اليقين هذه شركات الشحن إلى استكشاف طرق بديلة، مع كون رأس الرجاء الصالح خيارًا أساسيًا. ومع ذلك، فإن هذا البديل ينطوي على وقت عبور أطول بكثير، وإضافة أسبوعين للشحن وزيادة كبيرة بنسبة 30٪ في التكاليف، مما يؤدي إلى تفاقم التحديات التي تواجهها صناعة الشحن.
ومع استمرار هجمات الحوثيين، تشير التقارير إلى تضاعف أسعار شحن الحاويات ثلاث مرات، مما يعكس تأثير الاضطرابات على التجارة العالمية. والسؤال الحاسم الآن هو كيفية وقف هجمات الحوثيين على السفن التجارية بشكل فعال.
يتضمن أحد الخيارات، وفقا لتحليل سكاي نيوز البريطانية، اتباع نهج عسكري استباقي، والتعامل مع الهجوم باعتباره شكلاً من أشكال الدفاع. ومع ذلك، فإن التركيز فقط على الحوثيين يثير مخاوف بشأن تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.
وتتمثل الإستراتيجية البديلة في استهداف إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين من حيث المساعدات المالية والعسكرية. وفي حين أن مثل هذه الخطوة تحمل مخاطر التصعيد الكامنة، إلا أن المؤيدون يجادلون بأنها قد تكون خطوة ضرورية لضمان تدفق التجارة دون عوائق عبر هذا الطريق الدولي الحيوي استراتيجيا.